الا ان الروسيا لم تتبع النمسا حليفتها فِي طَرِيق الصُّلْح بل استمرت على محاربة الدولة بمفردها وَفِي ١٦ ربيع آخر سنة ١٢٠٥ ٢٣ دسمبر سنة ١٧٩٠ استولى الْقَائِد سوواروف على مَدِينَة اسماعيل عنْوَة وارتكبت فِيهَا من الاعمال الوحشية مَا تقشعر مِنْهُ الابدان من قتل وفتك وَسبي وَلم يرحموا النِّسَاء وَلَا الاطفال وَلما وصل خبر سُقُوط هَذِه الْمَدِينَة إِلَى الاستانة هاج الشّعب ضد حسن باشا البحري الَّذِي كَانَ مُكَلّفا بحمايتها وطلبوا من السُّلْطَان قَتله فامر بذلك
ثمَّ توسطت انكلترا والبروسيا وهولاندا بَين الدولة والروسية ودارت المخابرات مُدَّة ثمَّ تمّ الصُّلْح بَين الطَّرفَيْنِ فِي ١٥ جُمَادَى الأولى سنة ١٢٠٦ ١٠ يناير سنة ١٧٩٢ على ان تمتلك الروسيا بِلَاد القرم نهائيا وجزء من بِلَاد القوبان وبسارابيا والاقاليم الْوَاقِعَة بَين نهري بوج ودينستر بِحَيْثُ يكون هَذَا النَّهر الاخير فاصلا بَين المملكتين وتتنازل لَهَا الدولة عَن مَدِينَة اوزي اوتشاكوف وامضيت بذلك معاهدة فِي مَدِينَة ياش اطلق عَلَيْهَا اسْم هَذِه الْمَدِينَة نِسْبَة اليها
[بعض اصلاحات داخلية]
وَبعد تَمام الصُّلْح مَعَ النمسا والروسيا اخذت الدولة فِي اصلاح داخليتها وخصوصا العسكرية والبحرية فعين اُحْدُ المتقربين من الذَّات السُّلْطَانِيَّة واسْمه كوشك حُسَيْن باشا قبودانا عَاما وَكَانَ من الشبَّان الاذكياء الَّذين درسوا احوال اوروبا ووقفوا على دخائل سياستها حَتَّى وثق بِهِ السُّلْطَان وثوقا تَاما وزوجه احدى اخواته فبذل جهده فِي مطاردة قراصنة الْبَحْر لتسهيل التِّجَارَة وشمر عَن ساعد الْجد فِي