الْكَرِيمَة الخديوية وثالث جد لخديوينا الحالي افندينا عَبَّاس باشا حلمي الثَّانِي
مُحَمَّد عَليّ باشا وَالِي مصر
ولنأت هُنَا على كَيْفيَّة حُصُول مُحَمَّد عَليّ باشا على ولَايَة مصر بِعِبَارَة وجيزة وعَلى من يُرِيد معرفَة تَارِيخه بالتطويل أَن يرجع لمؤلفنا كتاب الْبَهْجَة التوفيقية فِي تَارِيخ مؤسس العائلة الخديوية المطبوع بمطبعة بولاق الاميرية سنة ١٣٠٨ هـ
ولد هَذَا الرجل الْعَظِيم الشَّأْن فِي مَدِينَة قَوْله سنة ١١٨٢ هـ سنة ١٧٦٩ م وَتوفى وَالِده وَهُوَ صَغِير فرباه عَم لَهُ حَتَّى بلغ أشده فَزَوجهُ ابْنَته ثمَّ اشْتغل بِتِجَارَة الدُّخان وَربح مِنْهَا كثيرا
وَلما دخل الفرنساويون مصر كَمَا سبق شَرحه اتى مُحَمَّد على مَعَ من ارسل من الْجنُود لمحاربتهم وَشهد وَاقعَة ابي قير وعينه خسرو باشا الَّذِي عين واليا بعد خُرُوج الفرنساويين برتبة سرجشمه أَي قَائِد فرقة تبلغ اربعة آلَاف مقَاتل وَمن ثمَّ اخذ فِي استمالة قُلُوب الْجند اليه للاستعانة بهم عِنْد سنوح الفرصة ثمَّ وَقع النفور بَينه وَبَين الْوَالِي لنسبة خسرو باشا اليه الِاتِّحَاد مَعَ المماليك فسعى الْوَالِي بالايقاع بِهِ لَكِن لم يتَمَكَّن من التَّنْفِيذ لقِيَام جنود الارنؤد عَلَيْهِ وَرُبمَا كَانَ ذَلِك بايعاز من مُحَمَّد عَليّ وطردهم اياه من الْقَاهِرَة لعدم دَفعه مرتباتهم وَاخْتَارَ الاهالي بعده طَاهِر باشا واليا مؤقتا حَتَّى يعين الْبَاب العالي بديلا لخسرو باشا لَكِن لم يلبث ان قَامَ الانكشارية عَلَيْهِ وقتلوه لدفعه مرتبات الارنؤود دونهم واراد الانكشارية تنصيب اُحْدُ الذوات العثمانيين واسْمه احْمَد باشا وَكَانَ آتِيَا لمصر قَاصِدا التَّوَجُّه إِلَى الاقطار الحجازية فَلم يقبل مُحَمَّد عَليّ بذلك واراد