السُّلْطَان مَكَانَهُ اُحْدُ خواصه ابراهيم باشا وَعين احْمَد باشا واليا على مصر لوفاة خير بك فِي الْوَقْت الَّذِي كَانَ فِيهِ السُّلْطَان محاصرا لجزيرة رودس وَلما وصل احْمَد باشا إِلَى الْقَاهِرَة اخذ فِي استمالة من بَقِي من امراء المماليك اليه باقطاعهم الاراضي واغضائه عَمَّا يرتكبون مِنْهُ انواع الاثام والمظالم وَلما تحقق من اخلاصهم اعلن الْعِصْيَان مرّة وَاحِدَة وَاسْتولى على القلعة بعد قتل حاميتها فارسل اليه السُّلْطَان امرا بعزله من ولَايَة مصر وبالعود إِلَى الاستانة وَتَسْلِيم الْولَايَة لخلفه قره مُوسَى فَقتل الرَّسُول وقره مُوسَى الْوَالِي الْجَدِيد ثمَّ خانه اُحْدُ وزرائه اسْمه مُحَمَّد بك واراد الْقَبْض عَلَيْهِ فهرب واختفى عِنْد عرب الْبَادِيَة فاقتفى اثره حَتَّى ضَبطه وَقَتله وارسل راسه إِلَى الاستانة فعين بدله قَاسم باشا الْوَالِي الاسبق وكوفئ مُحَمَّد بك بتقليده وَظِيفَة دفتردار الْولَايَة سنة ١٥٢٤
وَفِي ٢٤ رَجَب سنة ٩٣٠ ٢٨ مايو سنة ١٥٢٤ ولد للسُّلْطَان غُلَام سمي سليما وَهُوَ الَّذِي خَلفه باسم سليم الثَّانِي وَفِي ٢ شعْبَان ٥ يونيه احتفل بالاستانة بزواج الصَّدْر الاعظم من الانكشارية والسيباه الفرسان السَّوَارِي لارجاع الامن إِلَى ربوعها وترتيب ماليتها وتننظيم امورها فسافر وَوصل اليها فِي ٢٤ مارس سنة ١٥٢٥ واقام بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى اتم ماموريته وغادرها فِي ٢٢ شعْبَان سنة ٩٣١ ١٤ يونيه سنة ١٥٢٥ قَاصِدا الاستانة عَن طَرِيق الْبر مارا بِدِمَشْق وقيصرة وَوصل الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي ٧ سبتمبر من السّنة نَفسهَا وقوبل بِكُل اجلال واحترام لعلو مَنْزِلَته عِنْد السُّلْطَان
تدَاخل الدولة الْعلية فِي بِلَاد القرم والفلاخ وفتنة الانكشارية
وَفِي هَذِه الاثناء حصلت بعض فتن داخلية فِي بِلَاد القرم وَذَلِكَ ان غَازِي وبابا وَلَدي مُحَمَّد كراي خَان القرم ثارا على والدهما وعمهما فَقَتَلَاهُمَا سنة ٩٢٩ سنة ١٥٢٢ م وتقلد غَازِي كراي اكبرهما الامارة وَجعل اخاه وزيرا لَهُ لَكِن لم يقبل السُّلْطَان ذَلِك بل عين عَمهمَا سعادت كراي خَانا بدل اخيه مُحَمَّد كراي الْمَقْتُول وامده بِجَيْش من الانكشارية فَقبل غَازِي تعْيين عَمه وَصَارَ هُوَ وزيرا لَهُ وَبعد ذَلِك بِسِتَّة اشهر قتل غَازِي واخوه بَابا بامر عمهم سعادت وَفِي سنة