وَفِي اثناء ذَلِك ابتدأت المخابرات بَين الْبَاب العالي والغراندوك نيقولا الَّذِي عَاد من سان بطرسبورغ بِمَدِينَة ادرنه للوصول إِلَى الصُّلْح النهائي وعينت الدولة كلا من صفوت باشا الَّذِي اعيد فِي غُضُون ذَلِك إِلَى نظارة الخارجية وَسعد الله بك سفيرها لَدَى امبراطور المانيا ببرلين لَكِن قبل وصولهما إِلَى ادرنة كَانَ توجه اليها نامق باشا ليطلب من الغراندوك عدم دُخُول الجيوش الروسية إِلَى الاستانة خوفًا من اضْطِرَاب بهَا يقْضِي إِلَى الْحَرْب بداخلها وتدميرها بِمَا ان الْمُسلمين لَا يُمكنهُم رُؤْيَة الاستانة فِي ايديهم بِدُونِ ان يتْركُوا السّكُون ويعولوا على الدفاع عَنْهَا إِلَى آخر رَمق من حياتهم فاظهر لَهُ الغراندوك بعض الصعوبات مَعَ علمه بالمخابرات المتداولة بَين الروسيا وانكلترا بِهَذَا الشَّأْن واخيرا قبل عدم احتلال الاستانة بِشَرْط ان تحتل مُقَدّمَة الْجَيْش الروسي خطّ بيوك جكمجه وكوجك جكمجه من ضواحي الاستانة وان تنسحب العساكر العثمانية إِلَى مَا وَرَاء هَذَا الْخط وان ينْقل مَرْكَز المخابرات من مَدِينَة ادرنه إِلَى قَرْيَة سان اسطفانوس الْوَاقِعَة على بَحر مرمره فَقبلت الدولة هذَيْن الشَّرْطَيْنِ منعا لاحتلال الاستانة وَفِي ٢٤ فبراير سَافر الغراندوك إِلَى هَذِه الْقرْيَة الَّتِي علم اسْمهَا فِي جَمِيع الْعَالم وَلم تكن قبل ذَلِك شَيْئا مَذْكُورا وَصَحبه اليها نَحْو الف جندي بِصفة حرس وَلم يلبث هَذَا الْقدر ان اخذ فِي الازدياد بتوارد عدَّة الايات حَتَّى بلغ من بهَا نَحْو عشْرين الف مقَاتل بِدُونِ ان يكون للدولة سَبِيل لمنعهم
ثمَّ ان المندوبين العثمانيين اتيا إِلَى سان اسطفانوس وابتدأت المداولات بَينهم وَبَين الجنرال اغناتيف الَّذِي انتدبته الروسيا لهَذِهِ الْغَايَة وَبعد عدَّة اجتماعات اخبرهما الْمَنْدُوب الروسي بِوُجُوب التَّصْدِيق على الشُّرُوط الْمُتَقَدّمَة مِنْهُ قبل يَوْم ٣ مارس سنة ١٨٧٨ الْمُوَافق عيد جلالة القيصر كَمَا هِيَ رَغْبَة الغراندوك والا فَتبْطل الْهُدْنَة وتتقدم العساكر الروسية إِلَى الاستانة وَلذَلِك لم يَتَيَسَّر للمندوبين العثمانيين ان يفحصا مَا جَاءَ فِي هَذِه الشُّرُوط فحصا مدققا لضيق الْوَقْت ولتهديد الجنرال اغناتيف لَهُم