للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُعينَة يتَّفق على مقدارها فِيمَا بعد كَمَا يتَّفق على حُدُود الْفَرِيقَيْنِ وامهل الْبَاب العالي شهرا لايقاف الحركات العدوانية ضد اليونان والا فتضطر الدول لاتخاذ طرق اخرى لنفاذ مرغوبها وَلما بلغت صُورَة هَذِه المعاهدة إِلَى الْبَاب العالي لم يحفل بهَا وَبعد انْقِضَاء الشَّهْر اصدرت الدولة الثَّلَاث اوامرها إِلَى قواد اساطيلها التَّوَجُّه لسواحل اليونان وَطلبت بعد ذَلِك من ابراهيم باشا الْكَفّ فَوْرًا عَن الْقِتَال فأجابهم أَنه لَا يتلَقَّى اوامر الا من سُلْطَانه أَو ابيه وَمَعَ ذَلِك فانه قبل ايقاف الْحَرْب مُدَّة عشْرين يَوْمًا ريثما تَأتيه تعليمات جَدِيدَة وتربص هُوَ وَجُنُوده على اهبة الْقِتَال وَاجْتمعت سفن الثَّلَاث دوَل المتحالفة فِي ميناء ناورين لمنع الدونانمتين التركية والمصرية من الْخُرُوج مِنْهَا

وَفِي ٢٨ ربيع اول سنة ١٢٤٣ ١٩ اكتوبر سنة ١٨٢٧ تَكَامل اجْتِمَاع سفن الدول المتحدة وَكَانَت الدونانمة الفرنساوية تَحت قيادة الاميرال ريني والروسية تَحت امرة الاميرال هيدن وَكَانَ اللورد كودرنجتون اميرالا للاساطيل الانكليزية وَقَائِدًا عَاما لمراكب الدول بِالنِّسْبَةِ لاقدميته فِي الْوَظِيفَة عَن زميليه الفرنساوي والروسي وَلم تلبث السفن مُقَابلَة لبعضها حَتَّى انتشبت نيران الْحَرْب بَين الْفَرِيقَيْنِ لسَبَب واه وسلطت جَمِيع السفن الاوروبية مدافعها على المراكب التركية والمصرية بعد أَن اسْتمرّ الْقِتَال عدَّة سَاعَات وَالسَّبَب فِي حُدُوث هَذِه الموقعة على ماجاء بِهِ المؤرخون أَن احدى الحراقات التركية اقْتَرَبت فِي اثناء المناورات الابتدائية من احدى البوارج الانكليزية فَأرْسل قبطانها ضابطا فِي زورق ليستعلم عَن سَبَب اقترابها فَأطلق عَلَيْهِ اُحْدُ الْجنُود التركية رصاصة قتلته وَعند ذَلِك اقْتتلَتْ السفينتان وامتد لهيب الْحَرْب إِلَى بَاقِي السفن حَتَّى انْتَهَت بانتصار الدولة المتحدة وَمَا كَانَت تقصد فرنسا بتظاهرها هَذَا الا اكْتِسَاب الِاسْم وَالْفَخْر بعد مَا ألم بهَا عقب حروب نابوليون وارجاعها إِلَى حُدُودهَا الاصلية سنة ١٨١٥ وتدخلت انكلترا خوفًا من استئثار فرنسا بالنفوذ فِي الشرق وَلذَا فَلم تعد فَوَائِد هَذِه الْوَاقِعَة الا على الروسيا فَقَط

وَلما وصل خبر هَذِه الْحَادِثَة الَّتِي حصلت بِدُونِ اعلان حَرْب كَمَا هِيَ الْعَادة

<<  <   >  >>