بالمدافع والغام البارود وَلما لم يبْق عَلَيْهِ الا المهاجمة الاخيرة المتممة لِلْفَتْحِ اتى سوبيسكي ملك بولونيا ومنتخبي ساكس وبافييرا بجيوشهم بِنَاء على الحاح البابا عَلَيْهِم واستنهاضه هممهم لمحاربة الْمُسلمين حَتَّى اضرم فِي قُلُوبهم نَار التعصب الديني وَفِي يَوْم ٢٠ رَمَضَان سنة ١٠٩٤ ١٢ سبتمبر سنة ١٦٨٣ هاجم سوبيسكي وَمن مَعَه العثمانيين فِي المرتفعات المتحصنين بهَا وَبعد ان اسْتمرّ الْقِتَال طول النَّهَار فَازَ المسيحيون بالنصر وَانْهَزَمَ قره مصطفى باشا وجيوشه امامهم تَارِكًا كَافَّة المدافع والذخائر والمؤن فَكَانَ يَوْمًا مشهودا يَجْعَل الْولدَان شيبا ثمَّ جمع قره مصطفى باشا مَا بَقِي من جُنُوده وَلم شعثهم على نهر راب وَمن هُنَاكَ قفل رَاجعا إِلَى مَدِينَة بود وَالْملك سوبيسكي سَائِر خَلفه يقتل كل من يتَخَلَّف فِي السّير وَفتح مَدِينَة جران بِكُل سهولة وَلما وصل خبر هَذَا الخذلان الَّذِي لم يسْبق لجيوش الدولة امْر السُّلْطَان مُحَمَّد الرَّابِع بقتل الصَّدْر قره مصطفى باشا وارسل اُحْدُ رجال حَاشِيَته فَقتله وارسل براسه إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَعين مَكَانَهُ ابراهيم باشا سنة ١٠٩٥
وَبعد استخلاص مَدِينَة ويانه تألبت كل من النمسا وبولونيا والبندقية ورهبنة مالطه والبابا ومملكة الروسيا على محاربة الدولة الاسلامية الوحيدة لمحوها من الْعَالم السياسي وَالَّذِي يدل على ان هَذَا التَّحَالُف كَانَ دينيا مَحْضا تَسْمِيَته بالتحالف الْمُقَدّس وَمِمَّا زَاد احوال هَذِه الدولة الْقَائِمَة بمفردها امام جَمِيع الدول المسيحية ارتباكا قطع العلاقات بَينهَا وَبَين فرنسا بِسَبَب المناوشات البحرية المستمرة بَين مراكبها قراصنة الْمغرب فان الاميرال دوكين تبع ثَمَانِي مراكب من ميناء طرابلس الغرب إِلَى جَزِيرَة