فَلَمَّا وصلت هَذِه الاخبار إِلَى السُّلْطَان مُحَمَّد استشاط غَضبا وَسَار على الْفَوْر بِمِائَة وَخمسين الف مقَاتل لمحاربة هَذَا الشقي الظلوم فوصل فِي اقْربْ وَقت إِلَى مَدِينَة بخارست عَاصِمَة الامير بعد ان هَزَمه وَفرق جيوشه لكنه لم يتَمَكَّن من الْقَبْض عَلَيْهِ لمجازاته على مَا اقترفه من الْمَظَالِم والمآثم لهروبه والتجائه إِلَى ملك المجر فَنَادَى السُّلْطَان بعزله وَنصب مَكَانَهُ اخاه راوول لِثِقَتِهِ بِهِ بِمَا انه تربى فِي حضَانَة السُّلْطَان مند نعومة اظفاره وبذا ضمت بِلَاد الفلاخ إِلَى الدولة الْعلية وَيُقَال ان عِنْد وُصُول السُّلْطَان مُحَمَّد إِلَى ضواحي بخارست وجد حول الْمَدِينَة جثث الاسرى الَّذين اتى بهم امير الفلاخ من بِلَاد بلغاريا وقتلهم عَن آخِرهم بِمَا فيهم الاطفال وَالنِّسَاء وَكَانَ عَددهمْ جَمِيعًا عشْرين الْفَا
وَفِي سنة ١٤٦٢ حَارب السُّلْطَان بِلَاد بوسنة لِامْتِنَاع اميرها عَن دفع الْخراج واسره بعد محاربة عنيفة هُوَ وَولده وامر بِقَتْلِهِمَا فدانت لَهُ جَمِيع بِلَاد البشناق اهالي بوسنة وَفِي سنة ١٤٦٤ اراد متياس كرفن ملك المجر استخلاص بوسنة من العثمانيين فَهزمَ بعد ان قتل مُعظم جَيْشه وَكَانَت عَاقِبَة تدخله ان جعلت بوسنة ولَايَة كباقي ولايات الدولة وسلبت مَا كَانَ منح لَهَا من الامتيازات وَدخل فِي جَيش الانكشارية ثَلَاثُونَ الْفَا من شبانها واسلم اغلب اشراف اهاليها