اليها السُّلْطَان فِي الْيَوْم التَّالِي ثمَّ سَافر بالجيوش الَّتِي كَانَت مشتغلة بحصار هَذِه الْمَدِينَة لمساعدة وزيره بير مُحَمَّد باشا على تضييق الْحصار على مَدِينَة بلغراد ففتحت بعد دفاع شَدِيد واخلت الْجنُود المجرية قلعتها فِي ٢٥ رَمَضَان سنة ٩٢٧ ٢٩ اغسطس سنة ١٥٢١ ودخلها السُّلْطَان وَصلى الْجُمُعَة فِي احدى كنائسها الَّتِي حولت مَسْجِدا وَصَارَت هَذِه الْمَدِينَة الَّتِي كَانَت امْنَعْ حصن للمجريين ضد تقدم الدولة الْعلية اكبر مساعد لَهَا على فتح مَا وَرَاء نهر الدانوب من الاقاليم والبلدان واعلن السُّلْطَان هَذَا الِانْتِصَار إِلَى جَمِيع الْوُلَاة وملوك اوروبا وَرَئِيس جمهورية البنادقة ثمَّ عَاد إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة مكللا بالنصر وَالظفر على الاعداء وارسل اليه قَيْصر الروس يهنئه بالفوز وَالظفر وَكَذَلِكَ رُؤَسَاء جمهوريتي البندقية وراجوزة
وَفِي اول محرم سنة ٩٢٨ امضيت بَين الدولة العثمانية وجمهورية البنادقة معاهدة تجارية تؤيد المعاهدات السَّابِقَة وَزيد عَلَيْهَا ان وَكيل الجمهورية فِي الاستانة قنصلها يجب تَغْيِيره كل ثَلَاث سنوات وان قضايا التركات تنظر بطرفه وان يكون لَهُ الْحق فِي ارسال ترجمان لحضور المرافعة فِي القضايا الَّتِي تُقَام ضد رعايا حكومته امام المحاكم العثمانية وان يكون الْخراج الَّذِي يدْفع مِنْهَا إِلَى الدولة نَظِير احتلالها جزيرتي قبرص وزانطة عشرَة آلَاف دوكا عَن الاولى وَخَمْسمِائة