املاكه مُحِيطَة بمملكة فرانسا من جَمِيع الْجِهَات الا من جِهَة الْبَحْر
وَلذَلِك سعى فرنسيس الاول ملك فرانسا فِي التَّحَالُف مَعَ دولة آل عُثْمَان والاتحاد مَعهَا على محاربة شارلكان لتحاربه الدولة الْعلية من جِهَة المجر والنمسا وتشغله عَن جيوش فرانسا من جِهَة الغرب فيتمكن ملك فرانسا بذلك من الاخذ بثأر وَاقعَة بافيا بايطاليا الَّتِي اخذ فِيهَا فرنسيس الاول اسيرا
وَيظْهر من سعي فرانسا فِي استمالة الدولة الْعلية الاسلامية اليها وبذل الْجهد فِي محالفتها مَعَ كَون فرانسا مُعْتَبرَة لَدَى البابا اول الدول الكاثولكية واهمها مُحَافظَة عل عدم تقدم الاسلام باوروبا ان الدولة العثمانية بلغت فِي ذَلِك الْوَقْت شَأْنًا عَظِيما لم تبلغه من قبل وَصَارَ وجودهَا ضَرُورِيًّا لحفظ التوازن السياسي باوروبا
واول سفير ارسل من قبل فرانسا إِلَى الْبَاب العالي ارسلته الملكة لويز زَوْجَة فرنسيس الاول حَالَة وجوده ماسورا فِي بِلَاد اسبانيا لَكِن لم يصل هَذَا السفير إِلَى الْبَاب العالي بل قبض عَلَيْهِ حَاكم بوسنه اثناء مروره قَاصِدا الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَقَتله هُوَ واتباعه وَفِي اواخر سنة ١٥٢٥ ارسل سفير آخر وَهُوَ جَان فرنجباني وَوصل الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَمَعَهُ جَوَاب من ملك فرانسا إِلَى جلالة السُّلْطَان الْأَعْظَم يطْلب مِنْهُ بِكُل تواضع أَن يهاجم ملك المجر أحد حلفاء شارلكان حَتَّى يمنعهُ من مساعدته وَيُمكن فرانسا بذلك ان تنتصر على شارلكان وتسترد مَا سلبه مِنْهَا من الشّرف فِي وَاقعَة بافيا
وقابل السُّلْطَان سُلَيْمَان السفير الفرانساوي فِي ٦ دسمبر سنة ١٥٢٥ باحتفال زَائِد واجزل لَهُ العطايا وَبعد ان عرض عَلَيْهِ السفير مطَالب ملكه وعده السُّلْطَان بمحاربة المجر لَكِن لم تمض بَينهمَا معاهدة بل اكْتفى السُّلْطَان بَان كتب لملك فرانسا بتاريخ اوائل ربيع الثَّانِي سنة ٩٣٢ جَوَابا يظْهر لَهُ فِيهِ استعداده لمساعدته وَهَذِه صورته نقلا عَن تَرْجَمَة الْجُزْء الاول من تَارِيخ جودت باشا
الله الْعلي الْمُعْطِي الْمُغنِي الْمعِين
بعناية حَضْرَة عزة الله جلت قدرته وعلت كَلمته وبمعجزات سيد زمرة الانبياء