مِمَّن بَقِي بِبِلَاد الاندلس من الْمُسلمين على الرُّجُوع إِلَى بِلَاد الغرب والاستيطان بهَا فِرَارًا من اضطهاد الاسبانيول واجبارهم لَهُم على الْخُرُوج من دين الاسلام واعتناق الدّين المسيحي مِمَّا لَا يدْخل فِي مَوْضُوع هَذَا الْكتاب
وَفِي اوائل سنة ١٥٣٣ استدعاه السُّلْطَان سُلَيْمَان إِلَى الاستانة ليتفق مَعَه على مَا يلْزم اتِّخَاذه من الاحتياطات لصد هجمات الاميرال اندري دوريا الجنوي اجير شارلكان فسافر بِبَعْض المراكب وَوصل الْقُسْطَنْطِينِيَّة بعد سفر الصَّدْر الاعظم ابراهيم باشا لمحاربة الْعَجم بِقَلِيل فقابله الْملك واحسن وفادته وامره بالاستعداد وانشاء المراكب الكافية لفتح اقليم تونس فاشتغل خير الدّين باشا طول الشتَاء بانشاء المراكب
وَفِي اوائل صيف سنة ١٥٣٤ بعد مَا سَافر السُّلْطَان سُلَيْمَان قَاصِدا مَدِينَة تبريز كَمَا مر خرج خير الدّين بمراكبه من بوغاز الدردنيل غير قَاصد تونس مُبَاشرَة بل عرج فِي طَرِيقه على جَزِيرَة مالطة وَبَعض موانيء جنوب ايطاليا لغزو مراكبها واهلها بِدُونِ احتلالها حَتَّى لَا يعلم قَصده الاصلي وَهُوَ فتح تونس ثمَّ قصد مَدِينَة تونس فِي اوائل سنة ١٥٣٥ واعلن الاهالي انه آتٍ لعزل السُّلْطَان مولَايَ حسن آخر سلالة بني حَفْص وَكَانَ الاهالي ناقمين عَلَيْهِ لميله لشارلكان وتنصيب اخيه حسن الرشيد مَكَانَهُ وَبِذَلِك احتل مَدِينَة تونس وثغرها الْمُسَمّى حلق الْوَادي بِدُونِ كثير عناء باسم السُّلْطَان سُلَيْمَان العثماني
وَلما وصل الامبراطور شارلكان خبر سُقُوط تونس اتَّحد مَعَ رهبنة القديس حنا الاورشليمي الَّتِي نزلت بِجَزِيرَة مالطة بعد فتح جَزِيرَة رودس على استرجاع