ذكرت بولونيا ضمن الاقاليم الَّتِي للدولة حق السِّيَادَة عَلَيْهَا وَمِمَّا يُؤَيّد ان مملكة بولونيا كَانَت تَحت حمايتها استنجاد باتوري بهَا ضد اغارات التتار على حُدُوده الشرقية وتعهد الْبَاب العالي بحمايتها بمعاهدة رسمية تاريخها ٣٠ يوليو سنة ١٥٧٧
وَكَانَت علاقات هَذَا السُّلْطَان مَعَ فرانسا حَسَنَة جدا وَكَذَلِكَ مَعَ جمهورية البندقية فجدد لَهما الامتيازات القنصلية والتجارية مَعَ زِيَادَة بعض بنود فِي صالحهما اهمها ان يكون سفير فرنسا مقدما على كَافَّة سفراء الدول الاخرى فِي المقابلات والاحتفالات الرسمية حَيْثُ كثر توارد السفراء على بَابه العالي للسعي فِي ابرام معاهدات تجارية تكون ذَرِيعَة فِي الْمُسْتَقْبل للتدخل الْفعْلِيّ وَفِي ايامه تحصلت ايزابلا ملكة الانكليز على امتياز خصوصي لتجار بلادها وَهِي ان مراكبها تحمل الْعلم الانكليزي وَكَانَ لَا يجوز لَهَا ذَلِك قبلا بل كَانَت السفن على اخْتِلَاف اجناسها مَا عدا سفن البندقية لَا تدخل إِلَى موانئ الدولة الْعلية الا تَحت ظلّ الْعلم الفرنساوي لَيْسَ الا كَمَا قَضَت بذلك العهود الَّتِي ابرمت مَعَ السُّلْطَان سُلَيْمَان وَابْنه السُّلْطَان سليم الثَّانِي وتجددت فِي اوائل حكم هَذَا السُّلْطَان
وَفِي سنة ١٥٧٨ حصلت فتْنَة داخلية فِي مملكة مراكش بالمغرب الاقصى وَنَازع زعيمها السُّلْطَان فِي الْملك وحصلت بَينهمَا عدَّة وقائع مهمة واخيرا استنجد سلطانها بالعثمانيين واستعان مدعي الْملك بالبرتغاليين فاوعزت الدولة اَوْ بالحري مُحَمَّد باشا صقللي لوالي طرابلس بانجاد سلطانها الشَّرْعِيّ فاسرع بمساعدته والتقى التّرْك والبرتغال بِالْقربِ من مَحل يُقَال لَهُ الْقصر الْكَبِير وَكَانَ يَوْمًا مشهودا دارت فِيهِ الدائرة على البرتغال وَقتل فِيهِ رَئِيس الثائرين المستنجد بهم وَبعد تَمام النَّصْر واعادة الامن والسكينة إِلَى ربوع مراكش عَادَتْ الجيوش العثمانية حاملة مَا اغدق عَلَيْهَا من الْهَدَايَا وَبِذَلِك دخلت مملكة مراكش ضمن دَائِرَة نُفُوذ الدولة وَصَارَ شمال افريقيا باجمعه تَابعا لَهَا تَمامًا اَوْ خاضعا لنفوذها وَلم يبْق لَهَا فِي عصرنا هَذَا الا ولَايَة طرابلس والسيادة الاسمية على مصر واستولت فرانسا على تونس