قَلَائِل عين صَدرا اعظم بدل سياوس باشا المجري وسر عَسْكَر الْجَيْش الكرج وَكَانَ تَعْيِينه فِي سنة ٩٩٢ هـ ١٥٨٤ م
فَسَار فِي جَيش عَرَمْرَم مؤلف من مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ الف مقَاتل قَاصِدا بِلَاد اذربيجان فاخترقها بِدُونِ كثير مقاومة ثمَّ قصد مَدِينَة تبريز عَاصِمَة الْعَجم فَدَخلَهَا بعد ان انتصر على حَمْزَة ميرزا وَترك فِيهَا حامية قَوِيَّة وَبعد ان استمرت الْحَرْب سجالا بَين الدولتين نَحْو سِتّ سنوات توفّي فِي خلالها الصَّدْر الاعظم عُثْمَان باشا سر عَسْكَر الْجَيْش تمّ الصُّلْح وامضي بَينهمَا فِي ٢١ مارس سنة ١٥٨٥ على ان تتنازل الْعَجم للدولة العثمانية عَن اقليم الكرج وشيروان ولورستان وجزء من اذربيجان ومدينة تبريز وَتَوَلَّى بعده خَادِم مسيح باشا صَدرا اعظم سنة ٩٩٣ وَفِي السّنة التالية اعيد سياوس باشا إِلَى هَذَا المنصب الخطير وَبِذَلِك هدأت الاحوال وانقطعت الحروب على سَائِر حُدُود المملكة تَقْرِيبًا
الا ان هَذِه السكينَة لم تكن لترضي الانكشارية الَّذين كَانُوا يفضلون اسْتِمْرَار الحروب للنهب وَالسَّلب وارتكاب مَالا خير فِيهِ فَكَانَت إِذا انْقَطَعت الحروب تمردوا وارتكبوا هَذِه القبائح فِي بِلَاد الدولة المعسكرين بهَا بل وَفِي نفس الاستانة فَلَمَّا بَلغهُمْ ان المخابرات سائرة بَين الدولة والعجم للوصول إِلَى الصُّلْح ثَارُوا بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وطلبوا تَسْلِيم الدفترادار نَاظر الْمَالِيَّة وَمُحَمّد باشا بكلر بك الرومللي لقتلهما بِدَعْوَى انهما ارادا ان يصرفا اليهم نقودا نَاقِصَة الْعيار وحاصروهما فِي منزلهما إِلَى ان قتلوهما شَرّ قتلة وَلم يقو السُّلْطَان على مَنعهم وتمردوا مرّة اخرى سنة ١٥٩٣ فِي الاستانة واخرى فِي مَدِينَة بود وَقتلُوا واليها وَفِي الْقَاهِرَة وَفِي تبريز مِمَّا يطول شَرحه ووصلت بهم القحة إِلَى آخرهَا وَلذَلِك اشار سِنَان باشا الَّذِي اعيد إِلَى منصة الوزارة فِي سنة ٩٩٧ باشغالهم بمحاربة بِلَاد المجر واوعز إِلَى حسن باشا وَالِي بِلَاد البشناق بوسنه ان يجتاز حُدُود بِلَاد المجر اعلانا للحرب لَكِن هَل يُرْجَى نجاح اَوْ فلاح حَقِيقِيّ من جيوش بلغ عِنْدهَا عدم النظام الدرجَة القصوى