فانشرحت الدولة لهَذِهِ النتيجة الَّتِي مَا كَانَت تنتظرها من امة مسيحية لَا سِيمَا وَهِي فِي حَالَة كربَة لِكَثْرَة الحروب الداخلية وتقهقر جيوشها امام الشاه عَبَّاس فَقبلت هَذَا الاسترحام واعتمدت انتخاب بوسكاي وامدته بجيوشها ففتحت فِي زمن يسير حصون جران ويسجراد وسيريم وَغَيرهَا
وَفِي سنة ١٦٠٦ خشيت النمسا من امتداد الفتوحات العثمانية فسعت فِي سلخ بوسكاي عَن الدولة فَاعْترفت بانتخابه ملكا للمجر واميرا لاقليم ترنسلفانيا وتنازلت عَن كَافَّة الاقاليم المجرية الَّتِي كَانَت للسُّلْطَان باتوري بِشَرْط رُجُوع مَا يكون مِنْهَا المانيا وخصوصا اقليم ترنسلفانيا إِلَى امبراطور المانيا بعد موت بوسكاي ولزيادة اضْطِرَاب احوال الدولة بآسيا وتعسر اسْتِمْرَار الْحَرْب مَعَ النمسا بِدُونِ مساعدة جيوش المجر لَهَا ابرمت الصُّلْح مَعَ امبراطور النمسا فِي سنة ١٦٠٦ عينهَا على ان لَا تدفع النمسا الْجِزْيَة السنوية الَّتِي قدرهَا ثَلَاثُونَ الف دوكا فِي الْمُسْتَقْبل مُقَابل التعويض عَنْهَا للدولة بِدفع مبلغ مِائَتي الف دوكا وان تضم الدولة الْعلية لاملاكها حصون جران وارلو وكانيشا وَفِي سنة ١٦٠٨ اجْتمع نواب النمسا والمجر فِي مَدِينَة برسبورج وَصَدقُوا عل هَذَا الِاتِّفَاق وَكَذَلِكَ صدق عَلَيْهِ لمُدَّة عشْرين سنة من تَارِيخ التَّصْدِيق مندوبو مملكة المانيا مُجْتَمعين بهيئة مؤتمر بِمَدِينَة ويانه سنة ١٦١٥ اما بِلَاد المجر فَبَقيت تَابِعَة للدولة بَعْضهَا تَبَعِيَّة فعلية وَالْبَعْض تَبَعِيَّة حماية وَسميت هَذِه المعاهدة بمعاهدة ستواتوروك
وَبعد التَّصْدِيق نهائيا على هَذَا الِاتِّفَاق من جَمِيع اولي الشَّأْن توفّي بوسكاي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute