الْعَزِيز بيع الْمَتَاع خيرا من تِلْكَ الدولة كلا فانها تستعمله آلَة لنوال غرضها ثمَّ تلفظه لفظ النواة فَيرجع يعَض بنان النَّدَم على ضيَاع شرفه وتسويد صفحات تَارِيخه حَيْثُ لَا ينفع النَّدَم وينكص على عَقِبَيْهِ مذموما مَدْحُورًا وبمناسبة سُقُوط بَغْدَاد فِي ايدي الْعَجم وَعدم اخباره السُّلْطَان بذلك سعى المُنَافِقُونَ بالصدر الاعظم كمانكش على باشا لَدَى السُّلْطَان وافهموه انها لم تسْقط الا لخيانته فحنق عَلَيْهِ وامر بقتْله وَولى مَكَانَهُ جركس مُحَمَّد باشا وَلم يلبث هَذِه الاخير ان توفّي وَعين بعده حَافظ احْمَد باشا سنة ١٠٣٣ هجرية سنة ١٦٢٤ م وَهُوَ الَّذِي اشْتهر فِي مكافحة اباظة باشا سنة والفوز عَلَيْهِ فِي وَاقعَة قيصرية ومحاصرته فِي ارضروم حَتَّى الْتزم بالخضوع للدولة واظهار الْوَلَاء لَهَا فعفت عَنهُ عَفْو كريم مقتدر واقرته فِي ولَايَته سنة ١٦٢٤ م فَسَار حَافظ باشا الصَّدْر الْجَدِيد إِلَى مَدِينَة بَغْدَاد لاستردادها وحاصرها فِي اوائل سنة ١٦٢٤ وضيق عَلَيْهَا الْحصار وَلما اسْتمرّ الْحصار مُدَّة بِدُونِ ان تنثني عَزِيمَة المحصورين تذمر الانكشارية واظهروا عدم الرَّغْبَة فِي الْحَرْب بكيفية اضطرته لرفع الْحصار عَن الْمَدِينَة وَالرُّجُوع إِلَى الْموصل وَمِنْهَا إِلَى ديار بكر حَيْثُ ثار الْجند مرّة ثاينة فعزل السُّلْطَان حَافظ باشا سنة ١٠٣٤ هجرية سنة ١٦٢٤ م وَعين بدله من يدعى خَلِيل باشا الَّذِي سبق تقلده هَذَا المنصب فِي عهد السلاطين احْمَد الاول ومصطفى الاول وَعُثْمَان الثَّانِي شَهِيد الانكشارية وَكَانَت فَاتِحَة اعماله انه استدعى اباظه باشا إِلَى مُعَسْكَره فَظن انه يُرِيد الْغدر بِهِ فَرفع راية الْعِصْيَان ثَانِيًا وَقتل حامية ارضروم من الانكشارية وانتصر على الْقَائِد حُسَيْن باشا وجيشه فَسَار اليه الصَّدْر خَلِيل باشا بِنَفسِهِ وحصره ثمَّ رفع عَنهُ الْحصار بعد شَهْرَيْن نوفمبر سنة ١٥٢٧ فعزل من الصدارة سنة ١٠٣٥ هجرية وَولى مَكَانَهُ خسرو باشا وَهُوَ عاود الكرة على ارضروم وادخل اباظه باشا فِي طَاعَة الدولة