عودته اظهر ميهن قرال الفلاخ الْعِصْيَان واضطهد الْمُسلمين وَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا وصادرهم فِي اموالهم واملاكهم واستدعى راكوكسي الْمَعْزُول لمساعدته واعدا لَهُ بإرجاعه إِلَى ولَايَته بعد النَّصْر على العثمانيين وَأَرْسلُوا إِلَى غيكا قرال البغدان يوسوسون لَهُ بالانضمام اليهما فَلم يصغ إِلَى وساوسهم وَلذَلِك سَارُوا اليه وانتصروا عَلَيْهِ بِالْقربِ من مَدِينَة ياسى عَاصِمَة امارته وَلما وصل خبر تمردهم إِلَى الاستانة رَجَعَ كوبريلي على جنَاح السرعة لمحاربتهما قبل اشتداد الْخطب واتساع الْخرق على الراقع وانتصر عَلَيْهِمَا نصرا مُبينًا ثمَّ عزل ميهن جَزَاء خيانته وَعين غيكا قرال البغدان قرالا على الفلاخ ايضا سنة ١٦٥٩ وَفِي السّنة التالية احتل وَالِي بود عَاصِمَة المجر مَدِينَة جروس واردين التابعة للنمسا بعد مناوشات خَفِيفَة فاعتبرت النمسا ذَلِك اعلانا للحرب وابتدأت الحركات العدوانية بَين الطَّرفَيْنِ
هَذَا ولنذكر شَيْئا من علاقات الدولة مَعَ فرنسا اثناء هَذِه الاضطرابات الداخلية الَّتِي جرت فِيهَا الدِّمَاء وَقتل فِيهَا ملكان كَمَا مر فَنَقُول انه لم يحصل تغير فِي هَذِه العلاقات الا فِي وَقت اشْتِغَال فرنسا فِي محاربة النمسا ايام وزارة الكاردينال ريشليو الَّذِي كَانَ عَاملا على اذلالها اعلاء لشأن فرنسا فاخذ نُفُوذ فرنسا لَدَى