باشا على الْبُرْنُس اوجين قَائِد الجيوش النمساوية فِي بِلَاد البوسنة وَجه هَذَا الْوَزير اهتمامه إِلَى الامور الداخلية والشؤون الْمَالِيَّة والاحوال العسكرية مِمَّا لَا قوام لاي دولة الا بانتظامها وتقويم المعوج مِنْهَا فاتى لكل مِنْهَا بالدواء الْكَافِي والعلاج الشافي وَترك كثيرا من الاموال الْمُتَأَخِّرَة على الاهالي لَا سِيمَا المسيحيين مِنْهُم حَتَّى لَا يجد مِنْهُم المفسدون المضلون نصراء الاجانب وسماسرتهم اذنا صاغية لدسائسهم الايهامية ووساوسهم الشيطانية الَّتِي يسلمُونَ بهَا بِلَادهمْ للاجانب طَمَعا فِي مَال اَوْ جاه لن يَكُونُوا بالغيه وَللَّه فِي خلقه آيَات ثمَّ استقال هَذَا الْوَزير المصلح فِي ١٢ ربيع الآخر سنة ١١١٤ ٥ سبتمبر سنة ١٧٠٢ وَعين مَكَانَهُ فِي منصب الصدارة دَال طبان مصطفى باشا وَكَانَ جنديا ميالا للحرب وَلذَلِك لم يسر على خطة سلفه من اصلاح الشؤون الداخلية وتنظيم الْبِلَاد وانشاء الطّرق العمومية وَغَيرهَا من الاعمال والاشغال العمومية وَعدم اضاعة النُّفُوس والاموال فِي الحروب واضافة الْبِلَاد لبعضها بِدُونِ اصلاح اَوْ تنظيم اكْتِفَاء بِمَا يُؤْخَذ من الْغَنَائِم وَقت الْحَرْب بل اراد ان يخرق عُهْدَة كارلوفتس مَعَ حداثتها ويثير الْحَرْب على النمسا ولشعور الاهالي والجنود بمضار هَذِه السياسة على الدولة لما وَرَاءَهَا من تَأَلُّبُ الدول عَلَيْهَا ثَانِيًا واخذ بعض بلادها تذمروا ضد الْوَزير واشترك مَعَهم بعض الْجنُود وطلبوا من السُّلْطَان عَزله فاقاله فِي ٦ رَمَضَان سنة ١١١٤ ٢٤ نوفمبر سنة ١٧٠٢ وَتعين مَحَله رامي مُحَمَّد باشا فَسَار على اثر كوبريلي حُسَيْن باشا وَشرع فِي ابطال الْمَفَاسِد ومعاقبة المرتشين وَمنع الْمَظَالِم فاهاج ضِدّه ارباب الغايات وَكثير عدادهم واثاروا عَلَيْهِ الانكشارية لميلهم بالطبع إِلَى الْهياج للسلب والنهب وهتك الاعراض فطلبوا عَزله من السُّلْطَان فَامْتنعَ وارسل لقمعهم فرقة من الْجنُود فانضمت إِلَى الثائرين وعزلوا السُّلْطَان مصطفى الثَّانِي فِي ٢ ربيع الآخر سنة ١١١٥ ١٥ اغسطس سنة ١٧٠٣ بعد ان حكم ٨ سنوات و ٨ شهور وَبَقِي معزولا إِلَى ان توفّي فِي ٢٢ شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة ٣١ دسمبر سنة ١٧٠٣ م وعمره اربعون سنة تَقْرِيبًا واقاموا مَكَانَهُ بعد عَزله اخاه