كَانَت تَدْفَعهُ سنويا إِلَى امراء القرم بِصفة جِزْيَة كي لَا يتعدوا على قوافلها التجارية وَعند ذَلِك يئس شارل السويدي من نوال غَرَضه وَهُوَ مساعدة الدولة الْعلية على الروسيا فبارح بِلَاد الدولة فِي اول اكتوبر سنة ١٧١٣ بعد ان اقام فِيهَا نَحْو سنتَيْن
ثمَّ تولى منصب الصدارة عَليّ باشا داماد بعد يُوسُف باشا وَكَانَ ميالا للحرب غيورا على صَالح الدولة ميالا لاسترجاع ماضاع من املاكها خُصُوصا بِلَاد موره وَلذَلِك اعلن الْحَرْب على جمهورية البندقية وَفِي قَلِيل من الزَّمن اسْتردَّ البحيث جَزِيرَة باجمعها والمدن الَّتِي كَانَت بَاقِيَة للبنادقة بِجَزِيرَة كريد حَتَّى لم يبْق لَهُم بِبِلَاد اليونان الا جَزِيرَة كورفو فاستعانت البندقية بشارل الثَّالِث امبراطور النمسا اُحْدُ الماضين على معاهدة كارلوفتس وَلكَون الْحَرْب كَانَت قد انْقَضتْ وَوضعت اوزارها بَين النمسا وفرنسا وَتمّ الصُّلْح بَينهمَا بمعاهدتي اوترك ورستاه اسرع الامبراطور لمديد المساعدة إِلَى البنادقة بَان ارسل إِلَى السُّلْطَان بلاغا يطْلب مِنْهُ فِيهِ ارجاع كل مَا اخذه من البنادقة وَكَانَ اعطى لَهُم بِمُقْتَضى معاهدة كارلوفتس والا فَيكون امْتِنَاعه بِمَثَابَة اعلان للحرب فَلم تقبل الدولة هَذَا الطّلب وفضلت الْحَرْب فِي هَذَا الْوَقْت الْغَيْر مُنَاسِب بِعَدَمِ تبصر وزيرها فانه كَانَ من الْوَاجِب عَلَيْهِ عدم عمل مَا يسبب هَذِه الحروب مَعَ عدم اشْتِغَال النمسا بمحاربة فرنسا وامكانها تَوْجِيه كل قواها وامهر قوادها إِلَى ساحة الْقِتَال خُصُوصا الْقَائِد الذائع الصيت الْبُرْنُس اوجين دي سافوا الَّذِي سبق ذكره اكثر من مرّة فَكَانَ من الْمُحَقق تَقْرِيبًا فوزه على العثمانيين لتضلعه من فنون الْحَرْب الَّتِي لَا تقوى عَلَيْهَا شجاعة العثمانيين وَمَا اتصفوا بِهِ من الثَّبَات