بجكم إِلَى ابْن رابق بِالشَّام قصد بَغْدَاد وَحَارب كورتكين فهرب وقلد هُوَ امارة الامراء وَفِي سنة ٣٣٠ قصد ابْن البريدي بَغْدَاد ثَانِيًا فهرب الْخَلِيفَة وَابْن رابق إِلَى الْموصل فَاسْتَقْبَلَهُمْ صَاحبهَا نَاصِر الدولة بن حمدَان واكرمهما ثمَّ قتل ابْن رابق فعينه الْخَلِيفَة اميرا للامراء وَعَاد مَعَه إِلَى بَغْدَاد فهرب ابْن البريدي وَفِي سنة ٣٣٢ ثار قَائِد تركي اسْمه تورون فقلده الْخَلِيفَة الامارة فِي رَمَضَان وَبعد مُدَّة ضجر من مُعَامَلَته وَخرج من بَغْدَاد قَاصِدا الْموصل ليحتمي ببني حمدَان فكاتبه تورون وَاغْلُظْ لَهُ الايمان وجدد العهود والمواثيق فَعَاد الْخَلِيفَة وَفِي اثناء عودته قبض عَلَيْهِ تورون الخائن وسمل عَيْنَيْهِ وحبسه وَلما دخل بَغْدَاد بَايع المستكفي بِاللَّه ابا الْقَاسِم عبد الله بن المكتفي فِي صفر سنة ٣٣٣ وَهُوَ الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس
وَفِي خِلَافَته استولى سيف الدولة بن حمدَان صَاحب الْموصل على مدينتي حلب وحمص وَقصد دمشق فَرده عَنْهَا الاخشيد صَاحب مصر وَفِي محرم سنة ٣٣٤ توفّي تورون امير الامراء فانتخب الْجند اُحْدُ القواد الْمَدْعُو ابْن شيرزاد وَلم تبلغ مدَّته الا ثَلَاثَة اشهر واياما ثمَّ دخل معز الدولة بن بويه إِلَى بَغْدَاد فِي جُمَادَى الاولى سنة ٣٣٤ وقلده الْخَلِيفَة الامارة وامر ان يضْرب اسْمه على العملة وَبعد ذَلِك بِشَهْر عزل الْخَلِيفَة بدسيسة ابْن بويه فِي ٢٢ جمادي الْآخِرَة سنة ٣٣٤ ثمَّ سملت عَيناهُ وَبَقِي مسجونا إِلَى ان مَاتَ سنة ٣٣٨ وبويع بعده الْمُطِيع لله ابْن المقتدر وَفِي مدَّته توفّي الاخشيد سنة ٣٣٤ وَولي الامر بعده ابْنه الامير مَحْمُود ولصغر سنه استولى على الامر كافور السوداني اُحْدُ خدم الاخشيد ثمَّ توفّي سنة ٣٤٩ فَأَقَامَ كافور أَخَاهُ عليا بن الاخشيد