طرفها وَلَا طرفنا السلطانى الهمايونى وَلَا من طرف اخلاقنا ووكلائنا ذوى الْمقَام المتصفين بالانصاف والميرميرانيين اصحاب الاحتشام والأمراء ذَوي الاحترام وَعُمُوم عساكرنا المنصورة وكافة المتشرفين بشرف الْعُبُودِيَّة من صنوف الْخدمَة تمت
ذكر مادتان فِي خَاتِمَة الْعهْدَة احداهما تَتَضَمَّن المصاريف الحربية وَذَلِكَ لَان الدولة الْعلية كَانَت تعهدت بتأدية خَمْسَة عشر الف كيس للروسيا فِي مُدَّة ثَلَاث سِنِين يدْفع مِنْهَا فِي كل سنة قسط وَهُوَ خَمْسَة آلَاف كيس والمادة الثَّانِيَة سرعَة تخلية جزائر الْبَحْر الابيض تأييدا لما هُوَ مَذْكُور فِي الْمَادَّة السَّابِعَة عشرَة من الْعهْدَة الْمَذْكُورَة واسطول روسيا الْمَوْجُود فِي الْبَحْر الابيض وان كَانَ مشترطا فِي الْمَادَّة الْمَذْكُورَة انه يخرج فِي مُدَّة ثَلَاثَة اشهر فدولة روسيا قد تعهدت باخراجه قبل الْمدَّة الْمَذْكُورَة إِذا امكن
وَبِذَلِك انْتَهَت هَذِه الْحَرْب ونالت الروسيا اقوى امانيها بعد اذلال مملكة اسوج ومحوها من الْعَالم السياسي تَقْرِيبًا بحصرها ضمن حُدُودهَا الطبيعية وَهِي طمس آثَار مملكة بولونيا من الْوُجُود كُلية تَقْرِيبًا وتجزئة معظمها بَينهَا وَبَين النمسا والبروسيا بِمُقْتَضى معاهدة بَين الروسيا والبروسيا فِي ١٧ فبراير سنة ١٧٧٢ وقبلتها النمسا فِي ابريل واعلنت لملك بولونيا فِي ١٨ سبتمبر سنة ١٧٧٢ وَبِذَلِك سقط الحاجزان الاولان من الحواجز الثَّلَاثَة الحائلة بَين تقدم الروسيا من جِهَة اوروبا وامكنها ان توجه كل قواها لمكافحة الدولة الْعلية الَّتِي عملت بِجَهْل بعض وزرائها ومحاباة الْبَعْض الآخر على تقدم الروسيا بِدُونِ تبصر فِي نتائج هَذِه السياسة وَلَو اصغت إِلَى طلبات شارل الثَّانِي عشر السويدي وساعدته على محاربة بطرس الاكبر فِي بَدْء ظُهُوره وسعت مَعَه عل اطفاء هَذِه الشرارة الَّتِي امْتَدَّ لهيبها وكادت