يكون وَرَاءَهَا الا الخراب والدمار ولعلمها ان الروسيا ابرمت مَعَ النمسا وفَاقا سريا تمّ بَين كاترينه الثَّانِيَة وَبَين الامبراطور يُوسُف الثَّانِي عِنْد مقابلتهما بِمَدِينَة كرزن قَاضِيا بمحاربة الدولة لانشاء حُكُومَة مُسْتَقلَّة تكون حاجزا بَينهمَا وَبَين الدولة ومكونة من الفلاخ والبغدان واقليم بساربيا يكون اسْمهَا مملكة داسي ويعين لَهَا ملك من الْمَذْهَب الارثوذكسي وَبِأَن تَأْخُذ الروسيا ميناء اوتشاكوف الَّتِي تسمى فِي كتب التّرْك بِمَدِينَة اوزي وَبَعض جزائر الرّوم وَتَأْخُذ النمسا بِلَاد الصرب وبوسنه وهرسك من املاك الدولة وبلاد دلماسيا من املاك البندقية وتعطيها عوضا عَن ذَلِك بِلَاد موره وجزيرتي كريد وقبرص وان تُعْطى بَاقِي دوَل اوروبا اجزاء اخرى يتَّفق عَلَيْهَا فِيمَا بعد
اما ان اتيح لَهُم النَّصْر ودخلوا مَدِينَة الاستانة فيعيدون مملكة بيزانطه الاهلية كَمَا كَانَت قبل الْفَتْح العثماني ويعين الغراندوق الروسي قسطنطين بن بولص ملكا عَلَيْهَا بِشَرْط ان يتنازل عَن حُقُوقه فِي مملكة الروسيا حَتَّى حَتَّى لَا يتَّفق وجود المملكتين الروسية والبيزانطية الوهمية فِي قَبْضَة ملك وَاحِد
فخوفا من وُقُوع الْحَرْب بِسَبَب القرم مَعَ عدم استعداد الدولة وقدرتها فِي ذَاك الْوَقْت على مقاومة الروسيا فضلت قبُول مشورة فرنسا وَالِاعْتِرَاف بِضَم القرم للروسيا على ان تتعرض لِحَرْب تكون عَاقبَتهَا وخيمة وَاعْتَرَفت بذلك فِي سنة ١٧٧٤ م لَكِن لم يكن قصد الروسيا ومساعديها الا انتشاب الْقِتَال ليحظى كل مِنْهُم بامنيته لذَلِك عمِلُوا على اثارة خاطر الدولة وايقاعها فِي الْحَرْب فاخذوا فِي تحصين مينا سباستوبول واقاموا ترسانة عَظِيمَة فِي ميناء كرزن