للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وعرضا فَبَقيَ الْجَيْش الفرنساوي بِمصْر بِدُونِ مراكب تحميه من نزُول الانكليز والعثمانيين على الثغور اَوْ تاتي اليه بالمدد اَوْ مُجَرّد الاخبار من فرنسا وَنقص عدده إِلَى خَمْسَة عشر الْفَا بعد من مَاتَ ببر الشَّام بالطاعون وَالْحَرب وَظَاهر ان هَذَا الْعدَد غير كَاف لحماية السواحل وَحفظ طَرِيق الصالحية والمحافظة على الامن فِي الدَّاخِل وَلذَلِك يئس الْقَائِد كليبر من حفظ مصر وَاتفقَ مَعَ الْبَاب العالي والاميرال سدني سميث فِي ٢٤ يناير سنة ١٨٠٠ على ان تنسحب العساكر الفرنساوية بسلاحها ومدافعها وَترجع فرنسا على مراكب انكليزية لَكِن بعد أَن ابْتَدَأَ الفرنساويون فِي اخلاء القلاع ارسل الاميرال كيث الانكليزي إِلَى كليبر يُخبرهُ ان الْحُكُومَة الانكليزية لم تقبل هَذَا الِاتِّفَاق الا إِذا القي الفرنساويون سِلَاحهمْ بَين ايادي الانكليز فاغتاظ الْقَائِد الفرنساوي لذَلِك وَسَار لمحاربة الْجَيْش التركي الَّذِي اتى إِلَى مصر تَحت قيادة الْوَزير يُوسُف باشا لاستلامها من الفرنساويين فتقابل الجيشان عِنْد المطرية فِي ٢٣ شَوَّال سنة ١٢١٤ ٢٠ مارس سنة ١٨٠٠ وَبعد محاربة عنيفة فَازَ كليبر بالنصر وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَوَجَدَهَا فِي قَبْضَة ابراهيم بيك اُحْدُ الامراء المصرية وَكَانَ دَخلهَا حَال اشْتِغَال الفرنساويين بالمحاربة فاطلق القنابل عَلَيْهَا وَخرب مِنْهَا جُزْءا عَظِيما وَاسْتمرّ الْحَرْب فِي شوارعها نَحْو الْعشْرَة ايام مِمَّا هُوَ مَذْكُور فِي تَارِيخ الجبرتي تَفْصِيلًا عَن ذكر حوادث الشَّهْر الْمَذْكُور رَاجع جُزْء ثَالِث صحيفَة ٩٠ وَمَا بعْدهَا وَبعد ذَلِك سَاد الامن بِالْقَاهِرَةِ

وَفِي ١٤ يونيه سنة ١٨٠٠ ٢١ محرم سنة ١٢١٥ قتل شخص حَلَبِيّ اسْمه سُلَيْمَان الْقَائِد كليبر فِي بُسْتَان سراي الالفي بالازبكية الْمَوْجُود محلهَا الْآن فندق شبرد وهرب فَبَحَثُوا عَلَيْهِ حَتَّى وجدوه مختفيا ببستان مجاور للبستان الَّذِي حصل فِيهِ الْقَتْل فضبطوه وَبعد تَحْقِيق طَوِيل قَتَلُوهُ هُوَ ورفاق لَهُ ثَلَاثَة اتهموا مَعَه فِي الْقَتْل وَبعد دفن الْقَائِد كليبر عين مَكَانَهُ الجنرال منو وَكَانَ قد اعتنق الدّين الاسلامي وَتسَمى عبد الله منو

<<  <   >  >>