وماجوا وقصدوا قتل الرَّسُول فَمَنعهُمْ المنتظمون وحصلت بَينهم معركة سَالَتْ فِيهَا الدِّمَاء ثمَّ انتشرت هَذِه الْفِتْنَة وامتد لهيبها إِلَى جَمِيع القلاع وحصلت عد معارك بَين الْفَرِيقَيْنِ كَانَت نتيجتها قتل رَسُول السوء والتجأ الْجنُود النظامية إِلَى ثكناتهم وَلما بلغ السُّلْطَان خبر هَذِه الْحَادِثَة ابهم عَلَيْهِ مصطفى باشا الْقَائِم مقَام الامر وافهمه انها حَادِثَة غير مهمة
وَبعد هَذَا النجاح اخذت الْجنُود الْغَيْر منتظمة تستعد بإيعاز مهيجيها لامر آخر ذِي بَال واجتمعوا فِي الْجِهَة الْمَعْرُوفَة ببيوكدره وانتخبوا لَهُم رَئِيسا مِنْهُم اسْمه قباقجي أوغلي وَهُوَ اخذ فِي الاستعداد للدخول إِلَى الاستانة وَفِي صَبِيحَة يَوْم ٢٧ مايو سنة ١٨٠٧ دخل هُوَ وَمن مَعَه من الْجنُود الْغَيْر منتظمة وانضم إِلَيْهِم نَحْو مِائَتَيْنِ من البحرية وَثَمَانمِائَة من الانكشارية حَتَّى إِذا وصل هَذَا الْجمع إِلَى الْمحل الْمَعْرُوف باسم آتٍ ميدان اتوا بقدور الانكشارية وصفوها عَلامَة على الْعِصْيَان وَقُرِئَ عَلَيْهِم اسماء جَمِيع المعضدين لمشروع النظام العسكري من الوزراء أَو الذوات والاعيان فانتشر الثائرون إِلَى مَنَازِلهمْ وقتلوهم واتوا برؤوسهم ووضعوها امام الْقُدُور وَلما بلغ السُّلْطَان خبر هَذِه الثورة اصدر على الْفَوْر امرا بالغاء النظام الْجَدِيد وَصرف العساكر النظامية لَكِن لم يكتف الثائرون بل قرروا عزل السُّلْطَان خوفًا من ان يعود لتنفيذ مشروعه وساعدهم على ذَلِك الْمُفْتِي الَّذِي هُوَ فِي الْحَقِيقَة المحرك لهَذِهِ الثورة فَأفْتى بِأَن كل سُلْطَان يدْخل نظامات الافرنج وعوائدهم وَيجْبر الرّعية على اتباعها لَا يكون صَالحا للْملك واستمرت هَذِه الثورة يَوْمَيْنِ ثمَّ نُؤَدِّي فِي ٢١ ربيع الآخر سنة ١٢٢٢ ٢٨ يونيه سنة ١٨٠٧ بفصل السُّلْطَان سليم الثَّالِث فعزل وَكَانَت مُدَّة حكمه ١٩ سنة وَبَقِي إِلَى أَن توفّي فِي ٤ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٢٣ ٢٨ يونيو سنة ١٨٠٨ وعمره ٤٨ سنة تَقْرِيبًا واقيم بعده مصطفى الرَّابِع