أَن دولة اوروبية تود خيرا أَو تبغي صلاحا لدولة أَو أمة شرقية مُطلقًا والحوادث التاريخية الَّتِي ذكرت وستذكر فِي هَذَا الْكتاب اكبر شَاهد فلعلها تكون عِبْرَة لمن تذكر
هَذَا ثمَّ ارسل نابليون فِي ٣ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٢٢ ٩ يوليو سنة ١٨٠٧ الجنرال جلليمينو اُحْدُ اركان حربه إِلَى الجيوش العثمانية والروسية المتحاربة لتبليغهم المعاهدة الْمَذْكُورَة وَعرض توَسط الدولة الفرنساوية عَلَيْهِم فَقبل الْفَرِيقَانِ بذلك وَفِي ١٩ جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ١٢٢٢ ٢٤ اغسطس امضيت بَينهمَا بِحُضُور الْمَنْدُوب الفرنساوي هدنة ابتدائية وَمَعَ ذَلِك فَلم تخل الروسيا ولايتى الافلاق والبغدان وَهُوَ اول اخلال بِشُرُوط معاهدة تلسيت وَلذَا لم يُمكن الْفَرِيقَانِ أَن يتَّفقَا على شُرُوط الصُّلْح النهائي لَكِن لم يسْتَأْنف الْقِتَال إِلَّا بعد سنتَيْن لاشتغال كل فريق مِنْهُمَا بِمَا هُوَ اهم من ذَلِك
ولنرجع إِلَى ذكر مَا حصل فِي الاستانة بعد نجاح ثورة قباقجي اوغلي فَنَقُول إِنَّه لم يمض قَلِيل حَتَّى وَقع الْخلاف بَين رُؤَسَاء الثورة فاتحد اولا قباقجي اوغلي مَعَ الْمُفْتِي على عزل الْقَائِم مقَام مصطفى باشا فعزل وَأبْعد إِلَى خَارج الْبِلَاد واقيم مَكَانَهُ من يدى طَاهِر باشا ثمَّ عزل لرغبته الْمُحَافظَة على حُقُوق وظيفته وسافر إِلَى روستجق والتجأ إِلَى حاكمها مصطفى باشا البيرقدار وَكَانَ هَذَا الاخير من محازبي السُّلْطَان سليم وَيَوَد ارجاعه لمنصة الاحكام فكاشف بذلك جلبي مصطفى باشا الصَّدْر الاعظم وَبَاقِي الوزراء واقنعهم بِوُجُوب مجازاة الْمُفْتِي وقباقجي مصطفى على تهييج الْجنُود الْغَيْر منتظمة وعزل السُّلْطَان والاستئثار بالسلطة فوافقه على هَذَا الامر كل من كاشفهم بِهِ واصدر الصَّدْر حكما على قباقجي مصطفى قَاضِيا باعدامه ووكل على تنفيذه اُحْدُ رجال المؤامرة واسْمه حاجي عَليّ وَهُوَ تعهد بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ عنْوَة وَسَار إِلَى الاستانة فِي مائَة فَارس بَيْنَمَا كَانَ البيرقدار قاصدها فِي سِتَّة عشر الف جندي عَن طَرِيق ادرنه وَلما وصل حاجي إِلَى ضواحي الاستانة علم أَن قباقجي مصطفى مُقيم فِي قصر لَهُ خَارج الْمَدِينَة فهاجمه وَقَتله ثمَّ ابرز لجنوده حكم الصَّدْر الاعظم اخبرهم أَنه عين قائدا لَهُم فَلم يقبلُوا بذلك بل احاطوا بِهِ وبمن مَعَه من الفرسان وكادوا يأسرونه لَوْلَا