خُصُوصا وَقد توفّي زعيمهم سعود فِي ١٩ ربيع الآخر سنة ١٢٢٩ ١٠ ابريل سنة ١٨١٤ فَسَاد الامن فِي طَرِيق الْحَج واتى النَّاس افواجا لتأدية فَرِيضَة الْحَج فِي الْحجَّة سنة ١٢٢٩ وَحج مُحَمَّد عَليّ باشا وَجَمِيع من مَعَه ثمَّ عَاد إِلَى مصر فوصلها فِي ١٥ رَجَب سنة ١٢٣٠ ٢٣ يونيو ١٨١٥
وَقبل عودته كَانَ قد سَار طوسن باشا إِلَى بِلَاد نجد لمهاجمة الوهابيين فِي مَدِينَة الدرعية عَاصِمَة زعيمهم فاحتل مَدِينَة الرس الْوَاقِعَة على مقربة من الدرعية ثمَّ راسله عبد الله بن سعود الَّذِي تولى زعامة الوهابيين بعد موت ابيه وارسل اليه رَسُولا يدعى الشَّيْخ احْمَد الْحَنْبَلِيّ يطْلب مِنْهُ الْكَفّ عَن الْقِتَال والخضوع لامير الْمُؤمنِينَ وَترك دعوتهم فَأَجَابَهُ طوسن باشا بِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ اجابة ملتمسه الا بعد اخذ رَأْي وَالِده واتفقا على مهادنة عشْرين يَوْمًا ريثما يخابر طوسن باشا وَالِده عِنْد ذَلِك اتى اليه خبر عودة وَالِده إِلَى مصر فَأخذ على نَفسه اتمام الصُّلْح واخبار وَالِده بعد اتمامه فاتفق مَعَ عبد الله بن سعود الوهابي على أَن يحتل طوسن باشا بجيوشه مَدِينَة الدرعية وَيرد الوهابيون مَا أَخَذُوهُ من المجوهرات والنفائس من الْحُجْرَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة خُصُوصا الْكَوْكَب الدُّرِّي الَّذِي زنته مائَة وَثَلَاثَة واربعون قيراطا من الماس وَكتب لوالده بذلك فَأتى اليه الرَّد بتكليف عبد الله بن سعود بالتوجه إِلَى الاستانة وان لم يقبل يُرْسل اليه جَيْشًا جَدِيدا لمحاربته
وَفِي هَذِه الاثناء جمع طوسن باشا خبر تمرد الْجنُود على وَالِده بالعاصمة ونهبهم الْمَدِينَة فَرجع هُوَ ايضا إِلَى العاصمة منيطا قيادة جيوشه لَاحَدَّ من كَانَ مَعَه من القواد وَوصل هُوَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي غَايَة ذِي الْقعدَة سنة ١٢٣٠ ٣ نوفمبر سنة ١٨١٥
وَبعد استتباب الامن فِي العاصمة اخذ مُحَمَّد عَليّ باشا فِي تجهيز حَملَة جَدِيدَة لمحاربة الوهابيين فجهزها وَجعل قائدها بكر اولاده ابراهيم باشا فَسَار هَذَا الشبل إِلَى بِلَاد الْعَرَب من طَرِيق قِنَا فالقصير فجدة وابحر من فرضة بولاق فِي ١٢ شَوَّال سنة ١٢٣١ ٥ سبتمبر ١٨١٦ فوصل يَنْبع فِي ٩ ذِي الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة ١ اكتوبر ١٨١٦ وَمِنْهَا قصد الْمَدِينَة المنورة لزيارة قبر خَاتم الْمُرْسلين سيدنَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ سَار بجيوشه إِلَى بِلَاد نجد بعد أَن رتب النقط فِي خطّ رجعته