واحتياجات الترسخانة فَهُوَ قد تنازل بِالْكُلِّيَّةِ عَن حَقه فِي هَذَا الْخُصُوص وَبِنَاء عَلَيْهِ فالافلاق والبغدان قد عوفيتا ابديا من تَقْدِيم الْحُبُوب والمحصولات الاخرى والاغنام واخشاب الْبناء الَّتِي كَانَتَا ملزمتين بتوريدها سَابِقًا وبهذه المثابة لَا يُطَالب سكان هَاتين الولايتين فِي أَي حَال من الاحوال بعمال للاشتغال بتشييد الْحُصُون وَلَا لأي سخرة مهما كَانَ نوعها وَلَكِن لكَي تعوض الخزينة الملوكية عَن الخسائر الَّتِي يُمكن ان تتكبدها من ترك كل حُقُوقهَا الْمَذْكُورَة فقد تقرر ان يدْفع كل من البغدان والافلاق سنويا للباب العالي نَظِير ذَلِك مبلغا من النُّقُود يتَعَيَّن مِقْدَاره فِيمَا بعد بِاتِّفَاق الطَّرفَيْنِ هَذَا بِخِلَاف الْجِزْيَة السنوية الَّتِي يجب على الامارتين دَفعهَا إِلَى الْبَاب العالي باسم خراج وَغَيره بِمُقْتَضى عبارَة الخطوط الشَّرِيفَة المحررة فِي سنة ١٨٠٢ وَكَذَلِكَ فانه عِنْد تَجْدِيد الْوُلَاة بِسَبَب الْمَوْت اَوْ الاستعفاء والعزل القانوني للمقلد فالولاية الَّتِي يحصل فِيهَا ذَلِك تجبر بِأَن تدفع للباب العالي مبلغا مكافئا للخراج السنوي للولاية الْمُقَرّر بالخطوط الشَّرِيفَة وَمَا عدا هَذِه المبالغ فَلَا يطْلب من الْبِلَاد وَلَا من الْوُلَاة أَي خراج آخر وَلَا تعْيين وَلَا هَدِيَّة بِوَجْه من الْوُجُوه
بِمَا ان التوريدات المنوه عَنْهَا اعلاه قد الغيت فسكان الامارتين يتمتعون بحريّة التِّجَارَة تمتعا تَاما بمحصولات ارضهم وبصناعتهم الْمُشْتَرط ذَلِك بِالْعقدِ الْمُنْفَصِل من اتِّفَاق آق كرمان بِدُونِ ادنى تضييق مَا خلا التحوطات الَّتِي يتخذها الْوُلَاة بالاتحاد مَعَ دواوينهم ويرون انه من الضَّرُورِيّ تقريرها لعدم وُقُوع الْقَحْط فِي الْبِلَاد ويمكنهم ان يسافروا بحريّة على الدانوب بمراكبهم الخصوصية مصحوبين ببطاقة الْجَوَاز من حكومتهم ويتوجهوا للاتجار فِي المدن والموانئ الاخرى التابعة للباب العالي بِدُونِ ان يحصل لَهُم تَعب اَوْ نصب من جباة الْخراج وَلَا ان يَكُونُوا معرضين لأي امْر آخر ظلمي
وَزِيَادَة على ذَلِك فان الْبَاب العالي عِنْدَمَا تَأمل جَمِيع المصائب الَّتِي تحملتها البغدان والافلاق وتحركت فِيهِ عواطف الانسانية بكيفية خُصُوصِيَّة قد قبل بإعفاء سكان هَاتين الامارتين من دفع الْخراج السنوي وتوريده للخزينة مُدَّة سنتَيْن ابْتِدَاء من الْيَوْم الَّذِي تنجلي فِيهِ الجيوش الروسية تَمامًا عَن الامارتين