للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالضرائب الفادحة وَاسْتِعْمَال الانفار تسخيرا بِلَا عوض العونة ولجهل الاهالي بِأَن فَوَائِد اتعابهم ستعود عَلَيْهِم آجلا باضعاف مَا يدفعونه عَاجلا تمكن بعض ارباب الغايات من استمالتهم للمهاجرة إِلَى بِلَاد الشَّام فَهَاجَرَ مِنْهُم خلق كثير التجأوا إِلَى عبد الله باشا وَالِي عكا الْمَشْهُور بالجزار

وَلما طلب مِنْهُ مُحَمَّد عَليّ باشا ارجاعهم خوفًا من كَثْرَة عدد من يتبعهُم إِلَى الشَّام امْتنع من ذَلِك بِدَعْوَى ان الاقليمين تابعان لسلطان وَاحِد وَسَوَاء اقام بعض سكان احدهما فِي الآخر اَوْ بِالْعَكْسِ مَا دَامَ اُحْدُ الاقليمين لم يكن حائزا على امتيازات مَخْصُوصَة كحالة مصر الْآن

وَلذَلِك امْر مُحَمَّد عَليّ باشا فِي سنة ١٢٤٧ سنة ١٨٣١ باعداد الجيوش وَالتَّأَهُّب للسَّفر إِلَى بِلَاد الشَّام عَن طَرِيق الْعَريش وَعَن طَرِيق الْبَحْر فِي آن وَاحِد لمحاصرة عكا من الْجِهَتَيْنِ قبل ان يَأْتِيهَا المدد وَعين وَلَده ابراهيم باشا قائدا عَاما للجيوش المزمع سفرها وَسليمَان بيك الفرنساوي قَائِم مقَام لَهُ فَسَار هَذَا الشبل بحرا فِي ٢٦ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٤٧ ٢ نوفمبر سنة ١٨٣١ إِلَى مَدِينَة حيفا تحف بِهِ الدونانمة المصرية فِي اكمل نظام واتم هندام وَكَانَت الجيوش الْبَريَّة قد سبقته من طَرِيق الْعَريش وَفتحت فِي مسيرها مَدَائِن غَزَّة ويافا وَبَيت الْمُقَدّس ونابلس وَجعل ابراهيم باشا مَدِينَة حيفا مقرا لاعماله ومركزا لاركان حربه ومستودعا للمؤن والذخائر ثمَّ ارتحل عَنْهَا لمحاصرة مَدِينَة عكا فحاصرها برا وبحرا فِي ٢٠ جُمَادَى آخر سنة ١٢٤٧ ٢٦ نوفمبر سنة ١٨٣١ حَتَّى لَا يَأْتِيهَا المدد بحرا فَلَا يقوى على فتحهَا كَمَا حصل لبونابرت من قبل حِين حاصرها سنة ١٧٩٩

فَلَمَّا علم الْبَاب العالي بِدُخُول الجيوش المصرية إِلَى بِلَاد الشَّام وحصارها لمدينة عكا اعْتبر ذَلِك عصيانا من مُحَمَّد عَليّ باشا واوعز إِلَى وَالِي حلب الْمَدْعُو عُثْمَان باشا بالسير لمحاربة المصريين وبالحري ابراهيم باشا ورده إِلَى حُدُود مصر فَجمع هَذَا الْوَالِي نَحْو عشْرين الف جندي وَقصد مَدِينَة عكا لَكِن لم يمهله ابراهيم باشا ريثما يَأْتِي اليها بل ترك حول عكا عددا قَلِيلا من الْجنُود لاستمرار الْحصار وَسَار هُوَ بمعظم الْجَيْش لملاقاة الْجَيْش العثماني فَالتقى الْجَمْعَانِ بِالْقربِ

<<  <   >  >>