بَينه وَبَين مَسْعُود السلجوقي الْمُتَقَدّم ذكره وبويع بعده ابو جَعْفَر الْمَنْصُور ولقب بالراشد بِاللَّه وَلم يمْكث فِي الْخلَافَة الا نَحْو سنة ثمَّ عَزله السُّلْطَان مَسْعُود فِي منتصف الْقعدَة سنة ٥٣٠ وَبَايع مَكَانَهُ مُحَمَّد بن المستظهر ولقبوه المقتفي لأمر الله وَهُوَ الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ من خلفاء بني الْعَبَّاس
وَفِي ٢٥ رَمَضَان سنة ٥٣٢ قتل الْخَلِيفَة الراشد بن المستظهر وَكَثُرت الْفِتَن والقلاقل فِي خلَافَة المقتفي وتفرق ملك السلجوقيين واشتغل امراؤهم بمحاربة بَعضهم فاستقل الْخَلِيفَة نوعا بِبَغْدَاد وَالْعراق لعدم وجود من يزاحمه من السلجوقيين اَوْ غَيرهم وَبَقِي مرتاح البال بِالنِّسْبَةِ لمن سبقه من الْخُلَفَاء إِلَى ان مَاتَ فِي فرَاشه فِي ثَانِي ربيع الاول سنة ٥٥٥ وبويع بعده ابْنه يُوسُف ولقب المستنجد بِاللَّه وَفِي خِلَافَته وَخِلَافَة ابيه علا شَأْن آل زنكي واستخلصوا اغلب الْبِلَاد الَّتِي ملكهَا الافرنج واتى صَلَاح الدّين الايوبي مصر كَمَا مر وَحَارب الافرنج وردهم عَن سواحلها وَصَارَ صَاحب النّفُوذ الاوفر فِيهَا
وَفِي ٩ ربيع الآخر سنة ٥٦٦ توفّي المستنجد وبويع ابْنه ابو مُحَمَّد الْحسن ولقب المستضئ بِأَمْر الله وَاشْترط عَلَيْهِ عضد الدّين ابو الْفرج الَّذِي كَانَ استاذ دَار ابيه ان يكون وزيرا لَهُ وَابْنه كَمَال الدّين استاذ دَاره والامير قطب الدّين اميرا للعسكر فَقبل لمستضيء بذلك وَوَقع فِي حجرهم وفقد مَا كَانَ لِأَبِيهِ المستنجد وجده المقتفي من بعض الْحُرِّيَّة والاستقلال وَفِي خِلَافَته انقرضت دولة الفاطميين فِي مصر بِمَوْت العاضد وخطب للعباسيين بهَا فِي ثَانِي جُمُعَة من محرم سنة ٥٦٧