وَبَيَان ذَلِك ان الْبُرْنُس غورتشا كوف السفير الروسي بويانه اتته تعليمات فِي اواخر سنة ١٨٥٤ تجيز لَهُ المخابرة وَجعل اساسها الطلبات الدولية الاربع الَّتِي سبق ذكرهَا فَقبلت الدول مَعَ حفظ الْحُرِّيَّة لَهَا فِي الاعمال الحربية وانعقد مؤتمر جَدِيد فِي ويانه فِي شهر فبراير سنة ١٨٥٥ حَضَره اللورد رسل من قبل انكلترا والمسيو دروان دي لويس من قبل فرنسا والبرنس غورتشا كوف عَن الروسيا والكونت دي بوول عَن النمسا والوزير عالي باشا عَن الدولة العثمانية وَبعد عدَّة اجتماعات مُتَوَالِيَة انفضت المؤتمر على لَا شَيْء لَان المندوبين الفرنساوي والانكليزي طلبا زِيَادَة على الطلبات الاربعة الاصلية ان يكون الْبَحْر الاسود حرا لجَمِيع الدول وان لَا يكون للروسيا فِيهِ سوى ثَمَان مراكب حربية فَقَط فَلم يُمكن الْبُرْنُس غورتشاكوف التَّصْدِيق على ذَلِك تمسكا بالاوامر الْمُرْسلَة اليه ولمناسبة اشْتِغَال الروسيا بمحاصرة سباستوبول واشتداد الحروب حولهَا من جِهَة وحصولها على بعض انتصارات جزئية على اعدائها ابطأت فِي ارسال التعليمات الجديدة اليه طَمَعا فِي تغير الاحوال وتحسنها فترفض طلبات الدول بقلب قوي لَكِن خَابَ ظَنّهَا فَسَقَطت سباستوبول فِي ٢٥ الْحجَّة سنة ١٢٧١ ٨ سبتمبر سنة ١٨٥٥ وبذا تظاهرت بَاقِي الدول ضدها خُصُوصا مملكة السويد الَّتِي كَانَت تسْتَعْمل مَعهَا الروسيا طرق التهديد والوعيد للحصول على بعض امتيازات تخْتَص بالصيد على شواطئ النرويج فابرمت مَعَ فرنسا وانكلترا معاهدة هجومية ودفاعية ضد الروسيا فِي ١٠ ربيع الاول سنة ١٢٧٢ الْمُوَافق ٢٠ نوفمبر سنة ١٨٥٢ واعلنتها رسميا لجَمِيع