التَّعْلِيم اجباريا وَفتح عدَّة مدارس عالية مَدَنِيَّة وعسكرية ومستشفيات واصدر قانونا بِجعْل قيد المواليد والوفيات وعقود الانكحة مُخْتَصًّا بالمأمورين الملكيين بعد ان كَانَ تَابعا للكنائس لَكِن لعدم توفر الثروة فِي الْبِلَاد وَكَثْرَة الضرائب تذمر عَلَيْهِ الاهالي فَاسْتعْمل الشدَّة فِي معاقبة كل من اظهر عدم الرِّضَا من اعماله حَتَّى كثرت الشكوى مِنْهُ وَكتب اليه الصَّدْر الاعظم فؤاد باشا بتدخل الدولة لرفع الْمَظَالِم عَن الاهالي لَو اسْتمرّ الْحَال على هَذَا المنوال
وَلما زَاد فِي طغيانه وَصَارَ يصدر الاوامر الْعَالِيَة واللوائح بِدُونِ عرضهَا على مجْلِس النواب تآمر عَلَيْهِ عدَّة من الاعيان تَحت رئاسة المسيو روزتي مدير جَرِيدَة رومانول وحصروه فِي قصره فِي مسَاء يَوْم ٦ شَوَّال سنة ١٢٨٢ ٢٢ فبراير سنة ١٨٦٦ والزموه الاستقالة فَقدم استعفاءه ثمَّ اجْتمع بباريس فِي ٢٢ شَوَّال الْمُوَافق ١٠ مارس مندوبون من الدول المصادقة على عُهْدَة سنة ١٨٥٦ للنَّظَر فِي كَيْفيَّة انتخاب خلف للامير جَان اسكندر الاول فاجمعوا الا الروسيا على وجوب تَوْحِيد حُكُومَة الولايتين خلافًا لما جَاءَ فِي المعاهدة الْمَذْكُورَة بِشَرْط ان لَا يكون الامير عَلَيْهَا اجنبيا بل من اشرف ابناء الْبِلَاد لَكِن لم يذعن اهالي رومانيا لهَذَا الْقَرار بل انتخبوا فِي ٣ الْحجَّة ٢٠ ابريل الْبُرْنُس شارل دي هوهنزولرن من عائلة بروسيا الملوكية اميرا لَهُم وَهُوَ ملك هَذِه الْبِلَاد الْآن واعطى لَهُ لقب ملك بعد حَرْب الروسيا الاخيرة كَمَا سَيَجِيءُ
اما السَّبَب فِي تشبث الدول فِي تَقْوِيَة هَذِه الامارة وسعي الروسيا فِي عدم ضم الولايتين المكونتين لَهَا إِلَى بعضهما ان الدول ترى هَذَا الرَّأْي لتَكون امارة رومانيا بِمَثَابَة حاجز حُصَيْن ضد تقدم الروسيا نَحْو الاستانة خُصُوصا وان اهالي رومانيا لم يَكُونُوا من العنصر السلافي الروسي فيصعب على الروسيا استمالتهم إِلَى سياستها لتمسكهم بجنسيتهم وخوفهم من تغلب الْجِنْس الصقالبي السلاقي عَلَيْهِم وَهَذَا السَّبَب عينه كَانَ الْبَاعِث لدول اوروبا على تشكيل امارة البلغار لتَكون حاجزا ثَانِيًا بعد رومانيا وعَلى مساعدة البلغار ضد الروسيا فِي هَذ السنين الاخيرة