واقترضت الدولة لاتمام هَذِه العملية الْمَالِيَّة ثَمَانِيَة ملايين جنيها انكليزيا وَلما لم تف اقترضت ثَمَانِيَة اخرى بِوَاسِطَة البنك العثماني الَّذِي تأسس فِي هَذِه الغضون ولكثرة المصاريف فِي الاصلاحات الداخلية وَغَيرهَا كثرت الدُّيُون وتراكمت وَصَارَ دفع الكوبونات الْفَوَائِد حملا ثقيلا على عاتق ميزانية الدولة فامر السُّلْطَان بالاقتصاد من جَمِيع فروع الميزانية حَتَّى من المبالغ المخصصة لسرايته الْخَاصَّة وَبِذَلِك امكن نَاظر الْمَالِيَّة مصطفى فَاضل باشا الْقيام بِدفع الْفَوَائِد واخيرا لعدم مُوَافقَة نَاظر الْمَالِيَّة لفؤاد باشا على مشروعاته الْمَالِيَّة عزل مصطفى باشا فَاضل وَعين كاني باشا مَكَانَهُ فَقدم هَذَا الاخير بالاتحاد مَعَ فؤاد باشا تقريرا إِلَى السُّلْطَان بتاريخ ٢١ شَوَّال سنة ١٢٨١ ١٩ مارس سنة ١٨٦٥ قَاضِيا بانشاء هَذَا التَّقْرِير وسجل بِمُقْتَضَاهُ اربعون مليون جنيها عثمانيا لَكِن لم يَأْتِ زمن دفع الكوبون الا والخزينة ناضبة لَا يُوجد بهَا مَا يَكْفِي لدفعه فاضطرت الدولة إِلَى اصدار سِهَام جَدِيدَة بِوَاسِطَة البنك العثماني بمدينتي باريس ولوندره فاصدرها البنك فِي شعْبَان سنة ١٢٨٢ دسمبر سنة ١٨٦٥ بفائدة ١٢ فِي الْمِائَة ولضعف الثِّقَة بمالية الدولة لم يقدم اصحاب الاموال على الاكتتاب وَلم يتَحَصَّل من هَذِه السِّهَام الجديدة الا مايكفي لدفع الكوبون الْمُسْتَحق فَقَط ولاستمرار هَذَا الضّيق وَعدم وجود النُّقُود الكافية للمصروفات الضرورية سعى بِهِ ارباب الغايات لَدَى جلالة السُّلْطَان وافهموه ان هَذَا الْعسر نَاشِئ عَن سوء تَدْبِير فؤاد باشا للمالية فَعَزله واستبدله بِمُحَمد رشدي باشا واصدر لَهُ فرمانا بذل بتاريخ ٢١ محرم سنة ١٢٨٣ ٥ يونيو سنة ١٨٦٦ فسعى مرَّتَيْنِ فِي اصدار قرض لتسوية الدُّيُون السائرة وَلم ينجح واخيرا اتّفق مَعَ البنك العثماني على ان يدْفع البنك فَوَائِد الدُّيُون