عَلَيْهَا سنة ١٨٨١ اذ لَا قيمَة للحقوق فِي عصرنا هَذَا الموسوم بعصر التمدن وَالْحريَّة وَهَا هُوَ بِحُرُوفِهِ نقلا عَن الرائد التّونسِيّ اردنا دَرَجه فِي هَذَا الْكتاب افحاما لاشياع فرنسا فِي هَذِه الديار الَّذين يدعونَ ان فرنسا لم تهتضم للدولة الْعلية حقوقا بِرَفْع حمايتها على الايالة التونسية بِدَعْوَى انها لم تكن تَابِعَة لَهَا مُطلقًا
الدستور المكرم المشير المفخم نظام الْعَالم مُدبر امور الْجُمْهُور بالفكر الثاقب متمم مهمات الانام بالراي الصائب ممهد بُنيان الدولة والاقبال مشيد اركان السعاده والاجلال المحفوف بصنوف عواطف الْملك الاعلى الْوَالِي بتونس الان الْحَائِز الْحَامِل للنيشان المجيدي الشريف من رتبته الاولى مَعَ النيشان الهمايوني العثماني المرصع وزيري مُحَمَّد الصَّادِق باشا ادام الله تَعَالَى اجلاله امين
ليَكُون مَعْلُوما عِنْد مَا يصل توقيعي الرفيع الهمايوني انه مُنْذُ وجهت واودعت من جَانب سلطنتنا السّنيَّة ادارة الايالة التونسية الَّتِي هِيَ من ممالك دولتنا الْعلية المحروسة المتوارثة إِلَى عهدتك ذَات اللياقة والاهلية كَمَا وجهت سَابِقًا إِلَى عُهْدَة اسلافك لم تزل تظهر حسن السِّيرَة والخدمة وتنهي إِلَى طرفنا الملوكي الاشرف خلوص النِّيَّة والاستقامة حَتَّى صَار ذَلِك قرينا لعلمنا المضيء بالعالم فمأمولنا السلطاني على مُقْتَضى الشيم المرضية الَّتِي جبلت عَلَيْهَا هُوَ الدَّوَام فِي ذَلِك المسلك المرضي وَالْجد وَالِاجْتِهَاد فِي كل مَا ينمي عمرَان مملكتنا الشاهانية وسعادة اهاليها تبعة دولتنا الْعلية ورفاهيتهم وراحتهم حَتَّى تستديم بذلك اسْتِحْقَاق عنايتي الشاهانية واعتمادي السلطاني المبذولين فِي حَقك آنا فآنا وتعرف قدر تِلْكَ الْعِنَايَة والاعتماد وتشكرهما وَلما كَانَ الْمَقْصُود الاصلي وَالْمرَاد الْقطعِي لسلطنتنا السّنيَّة هُوَ ارتقاء طمأنينة الايالة المهمة الراجعة لدولتنا الْعلية ونمو عمرانها وتأسيس ابنية الامن والراحة لسكانها يَوْمًا فيوما وَكَانَ من البديهيات ان السلطنة العزيزة لَا يعزها وَلَا يؤيدها الا صرف الهمة والعناية العائدة إِلَى حُقُوقهَا الاصلية لتَمام استحصال هاته المطالب وَورد الطّلب المندرج بكتابك الْمَخْصُوص الموجه من طرفك اخيرا إِلَى جَانب الْخلَافَة الْعلية قررت وابقيت ايالة تونس المحدودة بحدودها الْقَدِيمَة