الْوَزير مؤيد الدّين بن العلقمي فانتهت دولة العباسيين بِبَغْدَاد بعد ان استمرت خَمْسمِائَة واربع وَعشْرين سنة وتشتت من نجا من العباسيين ثمَّ وصل التتر إِلَى بِلَاد الشَّام واخربوها واضمحل الاسلام وَتَفَرَّقَتْ اجزاؤه إِلَى ان ظَهرت دولة العثمانيين بالاناضول فاعادت اليه رونقه السَّابِق وضمت مَا تفرق من ممالكه وَصَارَت هِيَ الدولة الوحيدة الاسلامية امام الْعَالم الاوروبي وسترى فِي هَذَا الْكتاب مَا لاقته فِي سَبِيل تقدمها من الْمَوَانِع وذللته من العقبات مَعَ بَيَان اسباب ارتقائها وانحطاطها وَمَا وصلت اليه فِي هَذِه الايام من التَّأَخُّر والتقهقر
ثمَّ اخذ التتر يتقدمون إِلَى جِهَات الشَّام ففتحوا اغلب مدنه ونهبوها وَقتلُوا اهلها حَتَّى خيف على مصر من وُصُول اذاهم اليها وَلذَلِك اجْمَعْ الامراء على عزل سلطانها نور الدّين على لصِغَر سنه وَعدم مقدرته على صد هجمات التتر فعزل فِي يَوْم السبت ١٧ ذِي الْقعدَة سنة ٦٥٧ وَولي مَكَانَهُ المظفر سيف الدّين قطز المعزي وَهُوَ مَمْلُوك الْمعز أيبك التركماني ثمَّ قتل قطز الْمَذْكُور بعد سنة قَتله ركن الدّين بيبرس البندقداري فِي ١٥ ذى الْقعدَة سنة ٦٥٨ وَخَلفه فى الْملك وتلقب بِالظَّاهِرِ وَهُوَ من مماليك الْملك الصَّالح نجم الدّين ايوب وَفِي ايامة وَفد الى مصر الإِمَام احْمَد بن الْخَلِيفَة الظَّاهِر بِأَمْر الله فِي ١٩ رَجَب سنة ٦٥٩ واثبت نسبه بِحُضُور الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام شيخ الاسلام فَبَايعهُ الظَّاهِر بيبرس بالخلافة ولقب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَبَايَعَهُ الْخَلِيفَة بالسلطنة وفوض اليه امور الْبِلَاد فَعَادَت بذلك الْخلَافَة إِلَى الاسلام بعد انقطاعها نَحْو ثَلَاث سنوات ثمَّ جمع الظَّاهِر جَيْشًا وارسله مَعَ الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر إِلَى بَغْدَاد فحاربه التتر فِي الانبار فِي اواخر سنة ٦٥٩ وهزموا من كَانَ مَعَه من الْجند وَلم يُوقف للخليفة على اثر بعد ذَلِك
وَبعد انْقِطَاع خَبره اتى إِلَى مصر فِي سنة ٦٦٠ الامام احْمَد بن عَليّ بن ابي بكر ابْن الْخَلِيفَة المسترشد ابْن الْخَلِيفَة المستظهر وَثَبت نسبه بِحُضُور الْعلمَاء فَبَايعهُ