وَالْحَالة هَذِه ان تكون مراقبة بِوَاسِطَة سفرائها بالاستانة واعمالها فِي الولايات للمنوال الَّذِي ينجز بِهِ مواعيد الدولة العثمانية فاذا خابت آمالها مرّة اخرى وَلم تحسن حَال رعية السُّلْطَان على وَجه يمْنَع من اعادة الارتباكات الَّتِي تتعاقب فِي الشرق وتكدر موارد السّلم فِيهِ ترى من الصَّوَاب ان تعلن ان مثل هَذِه الامور لَا تناسب مصلحتها ومصلحة اوروبا عُمُوما فَفِي مثل هَذِه الْحَال تستبقي لنَفسهَا ان تنظر بالِاتِّفَاقِ فِي اتِّخَاذ الْوَسَائِل الَّتِي ترَاهَا الاصلح لتأمين خير النَّصَارَى ولابقاء السّلم عُمُوما
حرر فِي لوندره فِي ٣١ مارس سنة ١٨٧٧ مونستر دربي بوست ل ف مينارايا ل داركور شوفالوف
وَقد اتينا على ذكر هَذِه اللائحة ليرى الْقَارئ تعصب الدول لحماية المسيحيين بالدولة مَعَ انه لَو تداخلت الدولة فِي شؤون احداها وَطلبت من فرنسا مثلا عدم التَّعَرُّض لما يمس الامة الاسلامية بالجزائر اَوْ مُسَاوَاة الْمُسلمين بهَا بالمسيحيين وَالْيَهُود لشددوا النكير عَلَيْهَا ورموها بالتعصب الديني المتصفين هم بِهِ دون غَيرهم وَلَكِن هِيَ الْقُوَّة قضى التمدن الغربي الحَدِيث ان تسود على كل حق تَحت راية الانسانية والمساواة وَمَا هِيَ الا الفاظ لَا مَعَاني لَهَا الا فِيمَا يلائم مصالحهم ومانحن بمغرورين
وَلما وصلت هَذِه اللائحة إِلَى الْبَاب العالي وانتشر خَبَرهَا بَين الْعُمُوم ايقن الْكل ان لَا بُد من الْحَرْب اذ من المستحيل ان توَافق عَلَيْهَا أَي دولة تغار على شرفها ووجودها بَين الْعَالم السياسي واصدرت الدولة منشورا إِلَى سفرائها لَدَى الدول السِّت بِقصد تبليغه لَهَا يشف بِعِبَارَة صَرِيحَة عَن عدم تصديقها على هَذِه اللائحة وَقد اتى فِيهِ محرروه من الْعبارَات المؤثرة الدَّالَّة على تعصب الدول مَا راينا مَعَه ضَرُورَة نشره برمتِهِ وَهَا هُوَ نقلا عَن مَجْمُوعَة الجوائب
وَقد وصل إِلَى الْبَاب العالي البروتوكول الَّذِي وَقع عَلَيْهِ فِي لندرة فِي ٣١ مارس سنة ١٨٧٧ نَاظر الخارجية بلندره وسفراء المانيا واوستريا وفرنسا وايطاليا والروسيا مَعَ الاعلام الَّذِي الْحق بِهِ من نَاظر الخارجية الموما اليه وَمن سفيري ايطاليا والروسيا