ان مَا حصل بَين الجيوش العثمانية وعساكر الروسيا من الوقائع الحربية لم يزل مسطورا فِي ذهن الْقُرَّاء لقرب عَهده فان جميعنا يعلم مَا اتاه الْغَازِي عُثْمَان باشا عِنْدَمَا حصرته جنود الروسيا فِي مَدِينَة بلفنه من الاعمال الَّتِي شهد لَهُ بهَا الْعَدو قبل الصّديق وَمَا اتاه الْغَازِي أَحْمد مُخْتَار باشا فِي جِهَات قارص وارضروم وَلذَلِك كَانَ يمكننا ان نضرب صفحا عَن تَفْصِيل هَذِه الوقائع بِدُونِ اخلال بموضوع هَذَا الْكتاب لَكِن آثرنا تتميما للفائدة ان نأتي على تلخيصها بغاية الايجاز فَنَقُول
انه قبل اعلان الْحَرْب رسميا باربع وَعشْرين سَاعَة اجتازت عَسَاكِر الروسيا خلافًا لاصول الْحَرْب تخوم رومانيا قاصدة بِلَاد الدولة الْعلية الَّتِي يفصلها عَن رومانيا نهر الدانوب فَاحْتَجت الدولة ضد تحالف رومانيا مَعَ الروسيا مَعَ انها لم تزل صَاحِبَة السِّيَادَة عَلَيْهَا وَلَكِن ايْنَ الْمُجيب وَالْكل يَد وَاحِدَة وَلما لم تَجِد الدولة من اوروبا اذنا مصغية ارادت معاقبة رومانيا على هَذِه الْخِيَانَة فارسلت بعض سفنها الحربية فِي الطونة لاطلاق قنابلها على سواحلها فَكَانَ هَذَا الْجَزَاء حَامِلا لَهَا على التظاهر بالعدوان والمناداة بالاستقلال فِي ٤ امايو سنة ١٨٧٧ والاشتراك فعلا مَعَ الروسيا فِي الْحَرْب وانضمام جيشها الْبَالِغ سِتِّينَ الف جندي تَقْرِيبًا إِلَى الْجَيْش الروسي
هَذَا وَمن تامل فِي خريطة الدولة الْعلية يرى انه يفصلها عَن الروسيا ورومانيا حاجزان طبيعيان اهم من الحواجز والمعاقل الصناعية وهما نهر الدانوب وجبال البلقان فَلَو اجتيز الاول امكن جيوش الدولة التحصن فِي الثَّانِي وَلذَلِك كَانَت الْحَرْب اولا على شاطئ الدانوب وَبعد عدَّة وقائع حربية ومناورات عسكرية اجتاز الجنرال زمرمان الطونه فِي ٢٢ يونيه
وَفِي ٢٧ مِنْهُ عبر الْجَيْش الروسي باجمعه النَّهر وَقصد مَدِينَة ترنوه فاحتلها وَفِي اواسط يوليو احتل البارون دي كرودر مَدِينَة نيكوبلي واحتل الجنرال