وَجلسَ على سَرِير الْملك فِي ٢٦ ربيع الاول سنة ٨٠٨ وَبعد شَهْرَيْن ظهر اخوه النَّاصِر وَاسْتولى على الامارة ثَانِيًا وَقبض على اخيه الْمَنْصُور عز الدّين وسجنه فِي الْحَرِيم وَجلسَ هُوَ على السرير فِي ٤ جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٨٠٨
وَبعد ذَلِك توفّي الْخَلِيفَة مُحَمَّد المتَوَكل فِي ٢٨ رَجَب سنة ٨٠٨ وبويع بعده بكر اولاده ابو الْعَبَّاس وتلقب المستعين بِاللَّه وَفِي سنة ٨١٥ عصي الامراء على الْملك النَّاصِر بِبِلَاد الشَّام بزعامة الامير نوروز الحافظي والامير شيخ المحمودي فَسَار النَّاصِر لمحاربتهم فانتصروا عَلَيْهِ فِي محرم وسجنوه ثمَّ قَتَلُوهُ بِدِمَشْق فِي لَيْلَة السبت ٦ صفر وَلعدم اتِّفَاقهم على من يعين خلفا لَهُ مِنْهُم اتَّفقُوا اخيرا حسما للنزاع على تعْيين الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه سُلْطَانا فَجمع بَين السلطة الدِّينِيَّة والدنيوية وَبَايَعُوهُ فِي ١٧ محرم سنة ٨١٥ بِشَرْط ان يكون الامير نوروز نَائِبا على جَمِيع بِلَاد الشَّام والامير شيخ المحمودي نَائِبا بِمصْر لَكِن لم يلبث الامير الشَّيْخ ان طمع فِي الْملك فعزل المستعين من السلطنة وابقاه فِي الْخلَافَة فَقَط كَمَا كَانَ قبلا وَتَوَلَّى الامير شيخ السلطنة فِي اول شعْبَان سنة ٨١٥ وتلقب بالمؤيد ابي النَّصْر وَهُوَ من مماليك الظَّاهِر برقوق ثمَّ عزل المستعين من الْخلَافَة وارسله إِلَى الاسكندرية فَأَقَامَ بهَا إِلَى ان توفّي فِي ٢١ جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٨٣٣ وَلما عزل