للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

السياسية وسياسة انكلترا الاستعمارية وعَلى موقع الجزيرة الْمَذْكُورَة فَلَا يخفى ان الْهِنْد بِالنِّسْبَةِ لانكلترا بِمَنْزِلَة الرّوح من الْجَسَد وسياستها دَائِرَة على حفظ هَذِه المستعمرة من التَّعَدِّي وَحفظ الطّرق المؤدية لَهَا فباحتلالها اقليم راس الرَّجَاء الصَّالح فِي طرف افريقيا الجنوبي صَارَت آمِنَة على هَذَا الطَّرِيق وان كَانَت بعيدَة لَكِن لما كَانَت طَرِيق مصر والسويس اخصر الطّرق الموصلة لهندها العزيزة احتلت بوغاز جبل طَارق فسادت على الْجُزْء الغربي من الْبَحْر الابيض الْمُتَوَسّط ثمَّ باحتلالها جَزِيرَة مالطة سادت على الْجُزْء الاوسط مِنْهُ وَكَانَ إِذا من المحتم عَلَيْهَا احتلال احدى النقط المهمة فِي شَرق هَذَا الْبَحْر لتسود عَلَيْهِ من جَمِيع اطرافه وتجعله بحيرة انكليزية وَلما رَأَتْ ارتباك الدولة الْعلية بعد هَذِه الْحَرْب الَّتِي كَانَ يُمكن لدول اوروبا منعهَا لَو اتبعُوا نُصُوص معاهدة باريس وَكَانُوا لَهَا مُخلصين ارادت انتهاز هَذِه الفرصة العديمة الْمِثَال لاخذ هَذِه الجزيرة لتَكون على مقربة من بوغاز السويس واسكندرية مصر من جِهَة ولميناء اسكندرونه الَّتِي فِي عزمها انشاء خطّ حديدي مِنْهَا إِلَى خليج فَارس لتنقيص الْمسَافَة بَينهَا وَبَين مستعمراتها الْهِنْدِيَّة من جِهَة اخرى وَقد تمّ لَهَا ذَلِك بِحسن سياستها وحذق رجالها واحتياج الدولة لمساعدتها فِي هَذِه الظروف الخطيرة وَلم تحدد انكلترا فِي هَذَا الِاتِّفَاق ميعاد لجلائها عَنْهَا ثمَّ فِي اول يوليو اثناء انْعِقَاد مؤتمر برلين اتّفقت انكلترا مَعَ الْبَاب العالي على اضافة ذيل إِلَى اتِّفَاق ٤ يونيو يبين فِيهِ كَيْفيَّة ادارة الجزيرة وَالْخَرَاج الَّذِي يدْفع عَنْهَا وحددت اجل خُرُوجهَا مِنْهَا تحديدا جعلت بِهِ احتلالها ابديا اذ انها علقت خُرُوجهَا مِنْهَا على خُرُوج الروسيا من مدينتي باطوم وقارص اللَّتَيْنِ اضيفتا إِلَى املاك الروسيا اضافة قطيعة فَصَارَ احتلال قبرص بذلك احتلالا قَطْعِيا وَمَعَ ذَلِك أَي ضَمَان لَدَى الدولة الْعلية على خُرُوج الانكليز من قبرص لَو اخلت الروسيا هَاتين المدينتين اَوْ احداهما مَعَ اسْتِحَالَة ذَلِك تَقْرِيبًا واليك نَص معاهدة ٤ يونيو سنة ١٨٧٨ نقلا عَن مَجْمُوعَة الجوائب

لما كَانَ كل من ملكة مملكة بريطانيا وارلانده المتحدة وامبراطورة الْهِنْد وجناب السُّلْطَان الْمُعظم متصفين بَينهمَا بالمقاصد الودادية لاحكام وتوسيع العلاقة الحبية الكائنة الْآن بَين السلطنتين جزما بِعقد معاهدة دفاعية لتأمين الاراضي فِي آسيا الاناطول

<<  <   >  >>