عَلَيْهِ من الشدَّة واقتراب الْحَرْب وَكَذَلِكَ اخفت الِاتِّفَاق الَّذِي امْضِي بَينهَا وَبَين الروسيا فِي ٣٠ مايو إِلَى ان اجْتمع المؤتمر كَمَا سَيَأْتِي
هَذَا وَلما ابلغت انكلترا الْبُرْنُس بسمارك انها قد اتّفقت مَعَ الروسيا وَلَو لم تطلعه رسميا على صُورَة الِاتِّفَاق دَعَا بسمارك كَافَّة الدول الْعِظَام تلغرافيا فِي ٣ يونيو سنة ١٨٧٨ لارسال مندوبيهم للاجتماع فِي برلين فِي يَوْم ١٣ يونيو واجابت الدول بِالْقبُولِ فِي الْيَوْم نَفسه اَوْ فِي صَبِيحَة الْيَوْم التَّالِي واشترطت فرنسا فِي قبُولهَا عدم تعرض المؤتمر للمسائل الَّتِي لم ينص عَنْهَا فِي معاهدة سان اسطفانوس وخصت بِالذكر الْقطر الْمصْرِيّ وبلاد الشَّام وَفِي يَوْم ١٣ يونيو انْعَقَد المؤتمر تَحت رئاسة الْبُرْنُس دي بسمارك وعضوية كل من السياسيين الْمَذْكُورَة اسماؤهم فِي اول المعاهدة وارسلت بعض الامم ذَوَات الشَّأْن مندوبين من طرفها لتقديم طلباتها ورغباتها إِلَى المؤتمر وَلَو لم يكن مُصَرح لَهُم بِحُضُور الجلسات الا إِذا طلبُوا للاستفهام مِنْهُم عَن بعض امور تخص من ارسلهم فارسلت حُكُومَة رومانيا المسيو براسيانو والمسيو كوجولنيسيانو وارسلت الصرب المسيو ستيش واناب امير الْجَبَل الاسود الْبُرْنُس بتروفتش والمسيو رادوفتش وحكومة اليونان المسيو دلياني والمسيو رنجاني وَكَذَلِكَ طائفتا الارمن وَالْيَهُود وشاه الْعَجم الَّذِي ارسل إِلَى برلين اُحْدُ سفراء دولته ليدافع عَمَّا قرر اعطاؤه اليه فِي معاهدة سان اسطفانوس
وَفِي اول جلْسَة قدم مندوبو الدول الْعِظَام الاوراق المؤذنة بتعيينهم وَقرر المؤتمر بعض الاجراءآت الابتدائية مثل تعْيين الكتبة وَكَاتب السِّرّ وحافظ الاوراق إِلَى غير ذَلِك ثمَّ توالت جلساته إِلَى يَوْم ١٣ يوليو سنة ١٨٧٨ أَي مُدَّة شهر كَامِل انْعَقَد المؤتمر فِي خلاله عشْرين مرّة وليكون الْمطَالع على بَيِّنَة مماحصل فِي هَذِه الجلسات نذْكر لَهُ ماحصلت فِيهِ المداولة فِي كل جلْسَة من الامور المطروحة امامه بِكُل اخْتِصَار
فَفِي الجلسة الاولى عين الرئيس وَبَاقِي موظفي المؤتمر وتليت بعض خطب شكر وثناء وَطلب فِي آخرهَا اللورد بيكونسفيلد ان تسحب الروسيا عساكرها من ظرواحي الأستانة يفعارضه الْبُرْنُس غور شاكسوف وَطلب إنسحاب الدونانمة الانكليزية اولا من مياه البوسفور وَاشْتَدَّ الْخلاف بَينهمَا اشتدادا كَاد يُفْضِي إِلَى عدم نجاح المؤتمر