شَيْئا فَشَيْئًا تبعا لناموس الْحَيَاة الطبيعية القَاضِي بالهرم بعد الشبيبة سنة الله فِي خلقه وَلنْ تَجِد لسنة الله تبديلا وَاسْتمرّ الانحلال ينخر عظامها حَتَّى انها سَقَطت بِسُقُوط دَار السَّلَام فِي قَبْضَة قبائل التتار فِي ٢٠ محرم سنة ٦٥٦ هجرية ١٢٥٨ م وقتلهم الْخَلِيفَة المستعصم بِاللَّه اخر العباسيين بِبَغْدَاد بعد ان لَبِثت دولتهم زِيَادَة عَن خَمْسَة قُرُون دعامة التمدن الاسلامي
وَمن ثمَّ لم يكن للاسلام بعْدهَا دولة عَظِيمَة تَحْمِي بيضته وتضم اشتاته بل ضَاعَت وحدته الملكية واستقل كل حَاكم بِمَا وكل اليه امْرَهْ من العمالات الاقاليم وَاسْتمرّ الْحَال على هَذَا المنوال إِلَى ان قيض الله للاسلام تاسيس الدولة الْعلية العثمانية فَجمعت تَحت رايتها اغلب الْبِلَاد الاسلامية وَفتحت كثيرا من الاقاليم الَّتِي لم يسْبق تحليها بحلية الدّين الحنيف واعادت للاسلام قوته واعلت بَين الانام كَلمته