للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيْءٌ من الخبر، فاعمَلْ به -ولو مرةً- تكُنْ من أهله" (١).

وينبغي له أيضًا أن يُجِلَّ الشيْخَ ولا يُضْجِرَهُ؛ فإنَّ الإضجار -كما قال الخطيبُ- يُغَيِّرُ الأفهام، ويُفِسْدُ الأخلاق، ويُحِيل الطِّبَاع؛ ويُخْشَى - كما قال ابن الصلاح- على فاعل ذلك: أن يُحْرَمَ الانتفاع.

وينبغي له أيضًا ألاَّ يتكبَّر في الطلب، ولا يستَحْيِيَ فيه؛ ففي البخاريِّ: قال مجاهد (٢): "لايَنَالُ العِلْمَ مستَحٍ ولا متكبِّرٌ" (٣)، وعن عُمَرَ (٤)


(١) "الجامع" للخطيب (١٨٤) وانظر ""تدريب الراوي"" (٢/ ١٤٤).
(٢) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي، روى عن ابن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه، وعن أبي هريرة وعائشة، وسعد بن أبي وقاص حدث عنه: عكرمة، وطاووس. وعطاء، وهم من أقرانه، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، والحكم بن عتيبة وغيرهم.
قال ابن معين وأبو زرعة: ثقة. . انظر ترجمته في: "طبقات ابن سعد" (٥/ ٤٦٦) "وتاريخ البخاري" (٧/ ٤١١)، و "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٣٧).
(٣) علقه البخاري (١/ ٣٠٨) كتاب العلم: باب الحياء في العلم، وقال الحافظ، قول مجاهد هذا وصله أبو نعيم في الحلية من طريق على بن المديني عن ابن عيينة عن منصور عنه، وهو إسناد صحيح على شرط المصنف -أي البخاري-. اه
(٤) هو فاروق الإسلام عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أبو حفص أمير المؤمنين، روى عن النبي وعن أبي بكر ، وأبي بن كعب، روى عنه أولاده: عبد الله وعاصم وحفصة وروى عنه أيضًا عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم قال الزبير بن بكار: كان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية وقال ابن عبد البر: كان إسلامه عزًا ظهر به الإسلام بدعوة النبي ، وقد شهد بدرًا والمشاهد كلها، وولي الخلافة بعد أبي بكر، بويع له يوم مات أبو بكر فسار أحسن سيرة وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر ودون الدواوين وأرخ التاريخ، وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظًا.
وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر قال ابن حجر: ومناقبه وفضائل كثيرة جدًا مشهورة، ولي الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر، وقيل ستة أشهر وقتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة وقيل لثلاث، سنة ثلاث وعشرين. انظر "تهذيب التهذيب" (٧/ ٣٧١).

<<  <   >  >>