للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السُّؤْر، وهو البقيَّة، وأجاز ذلك أبو علي (١) ومن تبعه: إمَّا بناءً على أنه من: سَارَ يَسِيُر، ومعناها: جماعة يسير فيها هذا الاسْمُ، ويُطْلَقُ عليها، أو لأنَّه لا مانِعَ من كون الباقي جميعًا؛ باعتبار آخر؛ ككونه جميعَ ما بقي أو ما ترك أو نحوه؛ فيْتَجَوَّز به عن مطلق "جميع" وهذا أسهل مما مَرَّ؛ واستدلُّوا على وقوعه بقول ابن أحْمَرَ [من الطويل]:

......................... … فَلَنْ تَقْدمُوا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ رَاعِيَا.

فتوهُّمُ من [لا] يستعمله بمعنى الجميع ليس في محلِّه.

واعلم: أن ابن السِّيد (٢) قال في "شرح السِّقْط" (٣): قال النحويُّون: "سائر" لا يضافُ إلا إلى شيء قد تقدَّم ذِكْرُ بعضه؛ كقولك: "رَأَيْتُ فَرَسَكَ وسائِرَ الخَيْل ولو قلتَ: "رأيتُ حمارَكَ وسائِرَ الخَيْل" لم يجز؛ لأنه لم يتقدَّمْ للخيْل ذكْرٌ، ولكن إن قلْتَ: "رأيْتُ حمارَكَ وسائر الدوابِّ"، جاز".


(١) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي، إمام عصره في علوم العربية، من شيوخه: أبو بكر بن مجاهد، والزجاج، وابن السري ومن تلاميذه: عبد الملك النهرواني، وابن جني، وأبو الحسنى الربعي توفي سنة ٣٧٧ هـ من مصنفاته: الإيضاح في النحو، "التذكرة" و "الحجة في القراءات"، و "المقصور" و "الممدود". انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" (٢/ ٨٠)، "معجم الأدباء" (٧/ ٢٣٢)، "إنباه الرواة" (١/ ٢٧٣)، "شذرات الذهب" (٣/ ٨٨).
(٢) هو عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، أبو محمد، أديب نحوي لغوي، مشارك في أنواع العلوم، ولد في مدينة "بطليوس" عام ٤٤٤ هـ وسكن "بلنسية" من مصنفاته: "الاقتضاب في شرح أدب الكتاب"، "لمثلث في اللغة"، "شرح سقط الزند" لأبي العلاء المعري، "شرح موطأ مالك"، "الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم"، توفي سنة ٥٢١ هـ ب "بلنسية" انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" (٣/ ٩٦)، "شذرات الذهب" (٤/ ٦٤).
(٣) أي شرح "سقط الزند، وسقط الزند" هو أحد دواوين أبو العلاء المعري المشهورة وعدد أبياته تزيد على ثلاثة الآف بيت، وهو مطبوع مع شروح عدة للأئمة اللغة والأدب. بمصر سنة ١٩٤٥.

<<  <   >  >>