للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أكثر من النقل عن عدة كتب من كتب مصطلح الحديث، إضافة إلى نقله أقوال الفقهاء والأصولين، مع إيضاحه لبعض المسائل والمباحث التي ليست من علوم الحديث بل هي من مباحث أصول الفقه أصالةً وإشارته إلى ذلك. وقد قال موضحًا أسلوبه في الكتاب:

«وقد صرفتُ غاية وسعي في تهذيب هذا الشرح وتنقيحه، وبذلت نهاية جَهدي في كشفه وتوضيحه، باسطًا فيه الكلام، ممهدًا فيه المقاصد والأحكام، وقد أكثرت فيه الفوائد، وشحنته بالأمثلة والشواهد؛ فاتضح بذلك غاية الاتضاح، واستغنى بالصباح عن المصباح، وبيَّنتُ -حسب الطاقة- المراد، ودفعتُ ما بدا لي من إيراد؛ فجاء -ولله الحمد- حسبما كنت أتمناه وسألته من كرمه جلَّ شأنه وعُلاه». (١)

وقد ابتدأ كتابه بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله بذكر شرف علم الحديث وفضله؛ فقال: «إن أحق العلوم بالتقديم، وأجدر الفضائل بالتبجيل والتعظيم، وأحسن ما تصر ف له الأعمار، وتوجه إليه الهم والأفكار، الاشتغال بعلم الحديث الممدوح في القديم والحديث، كيف لا؛ وهو الذي يُعْرَف به سائر التكاليف والأحكام، ويتميز به الحق من الباطل، والحلال من الحرام، والعارف به مرفوع القدر في كل قرنٍ وعصر». (٢)

ثم قام بعد شرحه للبسملة والحمد لله والصلاة والسلام على النبي وصحبه، وما يتعلق بذلك، بذكر ثلاث فوائد كالمقدمات:


(١) ص (٣٩٧).
(٢) ص (٨١).

<<  <   >  >>