للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثْرَةُ الاستعمال وقلَّتُهُ؛ فالفَرْدُ أكْثَر ما يُطْلِقُونه على الفرد المُطْلَق، والغريب أَكْثَر ما يطلقونه على الفرد النسبيِّ

ثم قال: [هذا من حيث إطلاق الأسْم] (١) عليهما، وأما من حيثُ استعمالُهُمُ الفعْلَ المشتَقَّ - فلا يفرِّقون؛ فيقولون في المُطْلَق والنِّسْبيِّ: تفرَّد به فلان، أو أَغْرَبَ به فلان" (٢). انتهى.

قال المحقِّق الكمالُ بْنُ أبي شَرِيفٍ (٣): فيما زعمه من كونِهِمَا مترادفَيْنِ لغةً نظَرٌ؛ لأن الفرْدَ - في اللغة -: الِوَتْرُ، وهو الواحد، والغريب: مَنْ بَعُدَ وطنُهُ، والكلامُ الغريبُ: هو البعيدُ عن الفَهْم؛ فالقول بالترادُفِ لغةً باطلٌ (٤)، ثمَّ لما كان الغريبُ والفَرْدُ مترادفَيْنِ اصطلاحًا، والتفرقَةُ بين الفَرْد المطلق والفَرْد النسبيِّ استعمالا، فغايروا بينهما من جهة الاستعمال" (٥).

أقول: قد أجيبَ عنه بأنَّ المراد بأنهما مترادفانِ لغةً بَحَسَبِ المآل (٦)،


(١) في الأصل: ومن إطلاق الاسم، والتصويب من "النزهة" (٢٨).
(٢) "نزهة النظر": (٢٨).
(٣) تقدمت ترجمته.
(٤) وقال ابن قطلوبغا: "الله أعلم بمن حكى هذا الترادف" قال الشيخ علي القاري: "قول ابن قطلوبغا محمولٌ على منعه الترادف اللغوي لقوله: وقد قال ابن فارس في مجمل اللغة: غرب بَعُدَّ، والغربة الاغتراب عن الوطن، والفرد الوتر والمنفرد". اه "شرح "نزهة النظر"" (٥٠) للقاري. وسيأتي جواب المصنف عن هذا الاعتراض.
(٥) "حاشية ابن أبي شريف على "نزهة النظر"" وهو مخطوط منه نسخة بدار الكتب المصرية.
(٦) قال الشيخ على القاري في "شرحه على النزهة": "و الظاهر أن مراد الشيخ - أي ابن حجر - أنهما مترادفان في مآل المعنى اللغوي لهما ويلائمه ما في القاموس فرد أي منفرد، وشجرة فاردة متنحية، ظبية فاردة عن القطيع، واستفرد فلانًا أخرجه من بين أصحابه، والغرب الذهاب والتنحي، وبالضم التروح عن الوطن كالغربة والاغتراب والتغريب". اه ص (٥٠).

<<  <   >  >>