للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَرْطهما ما هُوَ؟ إذ لا شَرْطَ لهما مذكورٌ في كتابَيْهِما، ولا في غَيْرهما، وإنَّما أَخَذُوا ذلك من صَنِيعَيْهما في كتابَيْهما؛ فقال الحافظ أبو الفَضْل محمَّد بن طاهر (١): شرْطُ البخاريِّ ومسلمٍ أن يخرِّجا الحديث المُجْمَعَ على ثِقَةِ نَقَلَتِهِ إِلى الصحابيِّ المشهور مِنْ غير اختلافٍ بَيْنَ الثقات الأثبات، ويكون إسناده متصلا غَيْرَ منقطع" (٢).

ثم قال: وتعقَّبه شيخنا الحافظ أبو الفَضْل ابن الحسيني (٣) بأن النَّسَائِيَّ ضعَّف جماعةً أَخْرَجَ لهم الشيخانِ أو أحدُهُمَا" (٤).

وقال النوويُّ (٥) وغيره: "المرادُ بقَوْلهم: "على شرطهما": أنْ يكُون رجالُ إسناده في كتابَيْهما" (٦)؛ ولذلك يعترِضُ الإمامُ أبو الفَتْح بن


(١) هو محمد بن طاهر بن علي أبو الفضل بن طاهر المعروف بابن القيسراني المقدسي، سمع من أبي علي الحسني بن عبد الرحمن الشافعي، وسعد الزنجاني، وهياج بن عبيد، وغيرهم، حدث عنه شرويه بن شهردار، وعبد الوهاب الأنماطي، والسلفي وغيرهم قال ابن منده: "كان ابن طاهر أحد الحفاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، صدوقًا، عالمًا بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف، لازمًا للأثر". اه من تصانيفه: أطراف الكتب الستة، رجال الصحيحين، أطراف الغرائب والأفراد، شروط الأئمة الستة، وغيرها. قال الذهبي في "الميزان": محمد بن طاهر المقدسي الحافظ ليس بالقوي، فإن له أوهامًا كثيرة في تواليفه … ونقل عن ابن عساكر قال: وله انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضي، وهو في نفسه صدوق لم يتهم، وله حفظ ورحلة واسعة توفي سنة خمس مئة وسبع، انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" (٤/ ٢٨٧)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ٥٨٧)، "سير أعلام النبلاء" (١٩/ ٣٦١)، "شذرات الذهب" (٤/ ١٨).
(٢) انظر كلام ابن طاهر في "شروط الأئمة" ص (١٧).
(٣) هو الحافظ العراقي أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين وقد تقدمت ترجمته.
(٤) انظر كلامه في "فتح المغيث" ص (٢١).
(٥) تقدمت ترجمته.
(٦) انظر"فتح المغيث" للعراقي ص (٢٢).

<<  <   >  >>