للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولابُدَّ - ههنا - من بيان يتضحُ به المقصودُ؛ فنقول:

اعلَمْ: أنَّ الشاذَّ والمُنْكَر متميِّزان بالذات - كما جرى عليه الحافظ واختاره القاضي (١) -:

فالشاذُّ: ما خالف فيه المقْبُولُ مَنْ هو أرجَحُ منه وأوثَقُ، أو تفرَّد به قليلُ الضَّبْط.

والمُنْكَر: ما خالَفَ فيه المستُورُ أو الضعيفُ الذي يَنْجَبِرُ بمتابعة مِثْلِهِ، أو تفَّرد به الضعيفُ الذي لا يُجْبَرُ بذلك.

فعُلِمَ: أنَّهما متميِّزان، وأنَّهما قسمان، والمقابلُ للشاذِّ: المحفوظُ، والمُنْكَرِ: المعروفُ، ولكلٍّ مِنْ قسميِ المنكَرِ الذي هو بمعنى الشاذِّ - أمثلة:

فمثالُ الأوَّل: نحوُ حديثِ: نَزْعِهِ خَاتَمَهُ عِنْدَ دُخُولِهِ الخَلاءَ (٢)؛


(١) لعله يقصد الشيخ زكريا الأنصاري.
(٢) أخرجه أبو داود (١٩)، والنسائي (٨/ ١٧٨)، والترمذي (١٧٤٦)، وابن ماجه (٣٠٣)، وأبو يعلى (٣٥٤٣)، وابن حبان (١٢٥ - موارد) والحاكم (١/ ١٨٧)، والبيهقي (١/ ٩٤ - ٩٥) كلهم من طريق همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس به، وقال الترمذي: "حسن صحيح غريب" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقال النسائي: هذا حديث غير محفوظ، وقال أبو داود: منكر
قال الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٩٠): "و ذكر الدارقطني الاختلاف فيه وأشار إلى شذوذه".
وقال النووي في "الخلاصة" (١/ ١٥١): "ضعفه أبو داود والنسائي، والبيهقي، والجمهور، وقول الترمذي: إنه حسن" "مردود عليه".
قال الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٩٠): وعلته أنه من رواية همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس ورواته ثقات لكن لم يُخرج الشيخان رواية همام عن ابن جريج، عن الزهري عن أنس. ورواته ثقات لكن لم يخرج الشيخان رواية همام عن ابن جريج، وابن جريج قيل: لم يسمعه من الزهري إنما رواه عن زياد بن سعد عن الزهري بلفظ آخر". اه

<<  <   >  >>