للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتِّرْمِذِيِّ (١)


(١) قال في كشف الظنون: "هو ثالث الكتب الستة في الحديث، وقد اشتهر بالنسبة إلى مؤلفه فيقال: جامع الترمذي، ويقال له: السنن أيضًا، والأول أكثر".
وقال طاش كبرى زاده في "مفتاح السعادة"، في ترجمة الترمذي "كتابه الصحيح أحسن الكتب وأكثرها فائدة، وأحسنها ترتيبًا، وأقلها تكرارًا، وفيه ما ليس في غيره من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال، وتبيين "أنواع الحديث من الصحيح والحسن والغريب، و فيه جرحٌ وتعديل وفي آخره كتابُ العلل، وقد جمع فيه فوائد حسنة، لا يخفى قدرها على من وقف عليها".
قال الترمذي: "صنفتُ هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم".
قال الذهبي: في الجامع علمٌ نافع، وفوائد غزيرة، ورؤوس المسائل وهو أحد أصول الإسلام، لولا ما كدره بأحاديث واهية، بعضها موضوع، وكثيرٌ منها في الفضائل".
وقال ابن رجب في شرح العلل: "و اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الحديث الصحيح، والحديث الحسن. وهو ما نزل عن درجة الصحيح وكان فيه بعض ضعف - والحديث الغريب … والغرائب التي خرجها، فيها بعض الكبائر، ولاسيما في كتاب الفضائل، ولكن يبين ذلك غالبًا، ولا يسكت عنه، ولا أعلمه خرج عن متهم بالكذب متفقٌ على اتهامه حديثًا بإسنادٍ منفرد، إلا أنه قد يخرج حديثًا، مرويًا من طرق، أو مختلفًا في إسناده، وفي بعض طرقه متهم، وعلى هذا الوجه خرج حديث محمد بن سعيد المصلوب، ومحمد بن السائب الكلبي، نعم، قد يخرج عن سيء الحفظ، وعمن غلب على حديثه الوهم، ويبين ذلك غالبًا، ولا يسكت عنه، ويخرج حديث الثقة الضابط، ومن يهم قليلا، ومن يهم كثيرًا، ومن يغلب عليه الوهم يخرج حديثه نادرًا، ويبين ذلك ولا يسكت عنه".
وقال شيخ الإسلام الهروي: "جامع الترمذي أنفع من كتاب البخاري ومسلم، لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، والجامع يصل إلى فائدته كل أحد"
انظر مزيدًا من: "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ٢٧٥)، "شرح علل الترمذي" - لابن رجب (١/ ٣٩٥).
مقدمة تحقيق الترمذي - للعلامة أحمد شاكر (١/ ٧٨ - ٩١).
أما الإمام الترمذي فهو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى أبو عيسى الترمذي، قال الذهبي: اختلف فيه فقيل ولد أعمى، والصحيح أنه أضر في كبره بعد رحلته، وكتابته العلم، ارتحل، فسمع بخراسان والعراق والحرمين، ولم يرحل إلى مصر والشام، حدث عن قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعمرو بن علي الفلاس وغيرهم، حدث عنه: أبو بكر أحمد بن إسماعيل السمرقندي، وحماد بن شاكر الوراق وأبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، راوي الجامع، والهيثم بن كليب الشاشي راوي الشمائل، وغيرهم.
قال ابن حبان في "الثقات": كان أبو عيسى ممن جمع وصنف، وحفظ وذاكر، وقال الحاكم: سمعتُ عُمر بن غلك يقول: مات البخاري، فلم يُخلف بخُراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ والورع والزهد، بكي حتى عمي، وبقي ضريرًا سنين.
من تصانيفه: "السنن" و"العلل الصغير" و"الكبير"، و"الشمائل" قال غُنجار توفي أبو عيسى سنة تسعٍ وسبعين ومئتين بترمِذ.
انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (٣/ ٢٧٠)، "تهذيب التهذيب" (٩/ ٣٨٧)، "شذرات الذهب" (٢/ ١٧٤).
قال العلامة صديق حسن خان في "الحطة في ذكر الصحاح الستة". ص (٣٩٦): "إذا أطلق أهل الحديث على أن النسائي روى حديثًا فإنما يريدون المجتبى لا السنن الكبرى، وهي إحدى الكتب الستة، قال أبو علي النيسابوري: للنسائي شرط في الرجال أشد من شرط مسلم". أه
قال السيوطي في "تعليقه على سنن النسائي" (١/ ٣): "قالوا شرط النسائي تخريج أحاديث أقوام لم يجمعوا على تركهم إذا صح الحديث باتصال الإسناد من غير قطع ولا إرسال، ومع ذلك فكم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي تجنب النسائي إخراج حديثه، بل تجنب النسائي إخراج حديث جماعة من رجال الصحيحين ولذلك قيل إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، وروى عن السنائي أنه قال: لما عزمت على جمع السنن استخرتُ الله تعالى في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشيء فوقعت الخيرة على تركهم،. و. " إلى أن قال: "و بالجملة فكتاب السنن للنسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا، ورجلا مجروحًا".
أما الإمام النسائي صاحب السنن فهو: الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر قال الذهبي: الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام ناقد الحديث، سمع من: إسحاق بن راهوية، وهشام بن عمار، وسويد بن نصر، وأحمد بن منيع وغيرهم. حدث عنه: أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو بكر بن السني، ومحمد بن معاوية بن الأحمر، وأبو القاسم الطبراني وغيرهم. قال الذهبي: كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبَصَر، ونقد الرجال، وحسن التأليف، جال في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيره والشام والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن، توفي سنة ثلاث وثلاث مئة انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ١٢٥)، "طبقات الشافعية الكبرى" (٣/ ١٤)، "شذرات الذهب" (٢/ ٢٣٩).

<<  <   >  >>