وقال الذهبي أيضًا: "كان ثقةً صادقًا، حافظًا، رأسًا في التفسير، إمامًا في الفقه، والإجماع والاختلاف، علامًة في التاريخ وأيام الناس، عارفًا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك". من تصانيفه أخبار الأمم والملوك" التفسير وغيرهما توفى سنة عشر وثلاث مئة. انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" (٤/ ١٩١) "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٧١٠) "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٢٦٧)، "طبقات المفسرين" للسيوطي (٣٠)، "طبقات المفسرين" للداودي (٢/ ١٠٦). أما كتابه في مختلف الحديث فسماه "تهذيب الآثار" نقل الذهبي في السير (١٤/ ٢٧٣) عن أبي محمد الفرغاني، قال: ابتدأ - أي الطبري - بتصنيف كتاب "تهذيب الآثار" وهو من عجائب كتبه، ابتداءً بما أسنده الصديق مما صح عنده سَنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه، ثم فقهه، واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، والرد على الملحدين، ختم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، وبعض مسند ابن عباس، فمات قبل تمامه. قال الذهبي: هذا لو تم لكان يجيء في مئة مجلد". اه. وقد طبع العلامة محمود شاكر عليه رحمة الله قطعة منه. (٢) هو أحمد بن محمد بن سلامة أبو جعفر الأزدي الحَجْري المصري الطَّحَاوي، سمع عن عبد الغني بن رفاعة، ويونس بن عبد الأعلى، وخاله أبي إبراهيم المُزني، والربيع بن سليمان المرادي، حدث عنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقريء، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج وغيرهم. قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقةً ثبتًا فقيهًا عاقلا، لم يخلِّفْ مثله. وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء: "انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران، وأبي خازم وغيرهما، وكان شافعيًا يقرأ على أبي إبراهيم المزني". من تصانيفه: "الشروط" وأحكام القرآن "و معاني الآثار" قال الذهبي: من نظر في تواليف هذا الإمام عَلِمَ محله من العِلم، وسعة معارفه. مات سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة. انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" - للشيرازي (١٤٢)، "وفيات الأعيان" (١/ ٧١)، "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٢٧)، "الجواهر المضية" (١/ ١٠٢)، "شذرات الذهب" (٢/ ٢٨٨). أما كتابه في مختلف الحديث: فهو "مشكل الآثار": وهو يُعتبر من أجمع الكتب التي ألفت في موضوعه، وأحفلها وأنفعها وقد جمع فيه الطحاوي طائفة من الأحاديث النبوية التي يشكل ظاهرها أو يكون بينها تعارض، وحاول رفع الإشكال، ودفع التعارض، ولم يقتصر على أحاديث الأحكام الفقهية، وإنما شمل الأحاديث التي يُشكل ظاهرها سواء أكانت في العقائد، أو الآداب، أو المعاملات، أو الفرائض، أو التفسير أو غير ذلك. قال الطحاوي مبينًا مقصده من تأليف هذا الكتاب: "إني نظرت في الآثار المروية عنه ﷺ بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها، فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفته والعلم بما فيها عن أكثر الناس، فمال قلبي إلى تأملها، وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها، ومن استخراج الأحكام التي فيها، ومن نفي الإحالات عنها، وأن أجعل ذلك أبوابًا أذكر في كل باب منها ما يهب الله ﷿ لي من ذلك فيها، حتى أبين ما قدرت عليه منها" مشكل الآثار (١/ ٣). وقد قال السخاوي عن كتاب مشكل الآثار: "من أجل كتب الطحاوي، ولكنه قابل للاختصار غير مستغن عن الترتيب والتهذيب، وقال عنه البيهقي: إنه بين في كلامه أن علم الحديث لم يكن من صناعته، وإنما أخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله ثم لم يحكمها" "فتح المغيث" (٣/ ٧٥). وقد اختصره أبو الوليد الباجي، ومنه نسخة خطية في معهد المخطوطات - بالقاهرة واختصر مختصر الباجي القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي في كتاب سماه: "المعتصر من المختصر" وقد طبع في الهند سنة ١٣٦٢ هـ في مجلدين.