للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأكْثَرين؛ كما قاله الهِنْدِيُّ (١)؛ وهو المُخْتار، وقيل عكسه؛ وعليه القَفَّال (٢)، وقيل غير ذلك، ولا يتعلق به غرضٌ علميٌّ؛ كما قاله العَضُدُ. (٣)

و في الاصطلاح، مُخْتَلَفٌ فيه: هل هو رَفْعٌ لحُكْمٍ، أو بيانٌ لانتهاءِ أَمَدِهِ؟ (٤) ودلائلُ الطرفَيْن في كتب الأصول. (٥)

و لم يبيِّنِ المصنِّف حكْمَ ما إذا لم يمكنِ الجمْعُ بينهما ولم يُعْلَمِ المتأجِّرُ؛ قصدًا للاختصارِ، ونحنُ نذكُرُ لك ذلك:

فإنْ وُجِدَ مرجِّح لأحدهما على الآخر: صِيَر إلي الترجيحِ، والعَمَلِ بالراجحِ، والمرجِّحات كثيرةٌ، ذكَرَها الأصوليُّون، وقد سبقَتْ نبذة يسيرَةٌ من ذلك.

و إن لم يوجَدْ مرجِّح لأحدهما على الآخر: وجب التوقُّفُ، وتَرْكُ العملِ والاستدلال، ووجَبَ الرجوعُ إلى غيرهما، وهو البراءة الأصلَّية؛


(١) هو محمد بن عبد الرحيم بن محمد، أبو عبد الله الملقب بصفي الدين الهندي الأرموي الفقيه الشافعي الأصولي، ولد بالهند سنة ٦٤٤. وقدم اليمن والحجاز ومصر وسورية، واستقر فيها للتدريس والفتوى، وكان قوي الحجة، ناظر الإمام ابن تيمية في دمشق، من مصنفاته "الزبدة" في علم الكلام، و"الفائق" في التوحيد و"نهاية الوصول إلى علم الأصول". توفى سنة ٧١٥ هـ بدمشق.
انظر ترجمته في "طبقات الشافعية" (٩/ ١٦٢)، "البدر الطالع" (٢/ ١٨٧)، "شذرات الذهب" (٦/ ٣٧)، "الدرر الكامنة" (٤/ ١٣٢).
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) تقدمت ترجمته.
(٤) قال في "شرح الكوكب المنير": "النسخ في اصطلاح الأصوليين رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخ … ذكر معنى ذلك ابن الحاجب وغيره وهو قول الأكثر" شرح الكوكب (٣/ ٥٢٦) وانظر "روضة الناظر" ص (٦٩)، "مختصر الطوفي" ص (٧٢)، العضد علي ابن الحاجب (٢/ ١٨٥)، "تشنيف المسامع" للزركشي (٢/ ٨٥٩).
(٥) انظر المراجع السابقة.

<<  <   >  >>