للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلام بعض الأطبَّاء، ولا أصل له عن النبيِّ، .

و منهم من لا يقصد بوضَعْه، بَلْ يقع منه توهُّمًا وغَلَطًا؛ نحو حديث ثابتِ بن مُوسَى الزاهِدِ الذي رواه عَنْ شريكٍ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر - مرفوعًا: "مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ، حَسُنَ وَجَهُهُ بِالنَّهَارِ" (١)؛ فهذا لا أصْلَ له عن النبي ولَمْ يقصدْ ثابتٌ وضعَهُ، وإنما دَخَلَ على شَرِيكِ بن عبد الله القاضِيِ، وهو بمَجْلسِ إملائِهِ عند قوله: "حدَّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قَالَ رسولُ اللهِ ، ولم يذكر المتْنَ؛ إذ ذكره - على ما اقتضاه كلامُ ابن حِبَّانَ - وهو: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ (٢) "، فقال شريكٌ - متَّصلا بالسند أو المَتْن، حين نظر إلى ثابتٍ ممازحًا له -: "مِمَّنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ … إلى


(١) أخرجه ابن ماجه (١/ ٤٢٢ - ٤٢٣) كتاب الصلاة: باب ما جاء في قيام الليل حديث (١٣٣٣) والعقيلي في "الضعفاء الكبير". (١/ ١٧٦) وابن عدي في الكامل (٢/ ٩٩) وابن الجوزي في الموضوعات (٩٨٦) من طريق ثابت بن موسى الزاهد قال ثنا شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به.
قال ابن عدي: وسرق هذا الحديث عن ثابت من الضعفاء عبد الحميد بن بحر وعبد الله بن شبرمة وإسحاق بن بشر الكاهلي وموسى بن محمد أبو الطاهر المقدسي وحدثني به بعض الضعاف عن زحمويه وكذب فإن زحمويه ثقة وبلغني عن محمد بن عبد الله بن نمير أنه ذكر له هذا الحديث عن ثابت فقال: باطل شبه على ثابت وذلك أن شريك كان مزاحًا وكان ثابت رجلا صالحًا فيشتبه أن يكون دخل على شريك وكان شريك يقول: الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي قال: فالتفت فرأى ثابت فقال يمازحه: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار فظن ثابت لغفلته أن هذا الكلام الذي قال شريك هو من الإسناد الذي قرأه فحمله على ذلك وإنما ذلك قول شريك والإسناد الذي قرأه متن حديث معروف اه
وينظر الموضوعات (٩٨٤ - ٩٨٩) اللآلى المصنوعة (٢/ ٣٢ - ٣٥).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٣١٥) وابن خزيمة (٢/ ١٧٦) رقم (١١٣٣) وابن حبان (٢٥٥٤) من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.

<<  <   >  >>