للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنَّ موسى ابْنَ إسماعيلَ المِنْقَرِيَّ رواه عن وُهَيْبِ بنِ خالدٍ الباهليِّ، عن سُهَيْلٍ المذكور، عن عَوْن بن عبد الله (١)، وبهذا أعلَّهُ البخاريُّ؛ فقال: "هو مرويٌّ عن موسى بن إسماعيل، وأما موسى بْنُ عقبة، فلا نَعْرِفُ له سماعًا من شُهَيْل" (٢).

و قد تكونُ العلَّةُ ظاهرةً؛ حيث كَثُرَ من المحدِّثين إعلالُ الموصول بالإرسال، والمرفوع بالوَقْف؛ إِنْ كان كُلٌّ من الإرسال والوَقْف أقوى من الاتِّصَال والرَّفْع، بِكَوْن راويه أحفَظَ، وأكثَرَ عددًا.

و قد يعلُّون الحديثَ بفسْقِ الراوي، وغَفْلته وسُوء حِفْظه.

و قد أطلق أبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ (٣) واسْمَ العِلَّة على غير قادح؛ كوصل ثقةٍ


(١) قال الدارقطني في "العلل" (٨/ ٢٠٤): وقال أحمد ابن حنبل: حدث به ابن جريج عن موسى بن عقبة وفيه وهم.
قال الدارقطني: والصحيح قول وهيب وقال: وأخشى أن يكون ابن جريج دلسه عن موسى بن عقبة أخذه من بعض الضعفاء عنه والقول كما قال أحمد.
(٢) ينظر "معرفة علوم الحديث" ص (١١٣ - ١١٤) و"تاريخ بغداد" (١٣/ ١٠٢ - ١٠٣) و"النكت على ابن الصلاح" (٢/ ٧١٦ - ٧٢٦) و"فتح الباري" (١٣/ ٥٤٤ - ٥٤٦).
(٣) هو الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل، الخليلي القزويني أبو يعلى. سمع من علي بن أحمد القزويني، وأبي طاهر المُخَلِّص، وأبي عبد الله الحاكم، وعددٌ كثير.
حدث عنه: شيخه أبو بكر بن لال، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن ماكي، وآخرون.
وكان ثقةً حافظًا، عارفًا بالرجال والعلل، كبير الشأن، وله غلطات في إرشاده.
توفى سنة ست وأربعين وأربع مئة.
انظر ترجمته في: "تذكرة الحفاظ" (٣/ ١١٢٣)، "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٦٦٦)، "شذرات الذهب" (٣/ ٢٧٤).

<<  <   >  >>