للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليستْ برتبةٍ واحدةٍ؛ بل "سمعْتُ" أصرَحُ؛ لعدم احتمال الواسطة، ولا يُطْلَقُ إلا في الإجازة،، وهو -أيضًا- أَوْلَى في الذي سَمِعَ حال الإملاء؛ لأنَّ الذي سمع حال الإملاءِ أرفَعُ أنواع السماع؛ لأن الشيخ يَعْلَمُ ما يُمْلِي ويتدبَّرُهُ، والكاتبُ يتحقَّق ما يسمعه ويكتُبُهُ، وما ذكره المصنِّف تعبير مَنْ سمع وحده مِنْ لَفْظ الشيخ، ومِنْ سمع مع جماعة؛ يقول: سمعْنَا وحدَّثنا؛ وكذا الحكْمُ فيما سيأتي.

قال الحاكم أبو عبد الله: "الذي أختاُرهُ في الرواية، وعَهِدتُّ عليه أَكْثَرَ شيوخي، وأئمَّة عَصْري: أن يقول فيما يأخُذُه من المحدِّث، وليس معه أحَدٌ: "حدَّثَنِي فلان وما كان معه غيره: "حدَّثَنَا فلانٌ وما قرأ على المحدِّث بنفسه: "أخبرني"

وما قرأ على المحدِّث، وهو حاضر: "أخبرنا فلان" (١)، قال ابن الصلاح: "و هو حسَنٌ، وقدَّم الخطيبُ: "سمعْتُ، وحدَّثني" على "سمعْنَا وحدَّثنا"؛ لأن الأولَيْن لا يقبلان التأويل؛ بخلاف الأخيرَيْن؛ فقد روِى [أنَّ] الحسن البصريُّ كان يقول: "حدَّثَنا أبو هريرة"، ويتأول حديثَ أهل المدينة وأنا بها؛ كما يقولُ: خَطَبَنَا ابنُ عباسٍ بالبَصْرة، ويريد: خطَبَ أهْلَهَا، والمشهور أن الحسن لم يَسْمَعْ من أبي هريرة؛ بل قال يونس ابن عبيد: إنه ما رآه قط" (٢)


(١) "معرفة علوم الحديث للحاكم" (٢٦٠ - ٢٦١).
(٢) "مقدمة ابن الصلاح" ص (٣١٦)، وانظر "الكفاية" للخطيب (٢٨٤).

<<  <   >  >>